الرئيسية / حوارات ناصرية / في ذكرى أكتوبر.. ماهي حقيقة دور «ناصر» في المعركة؟

في ذكرى أكتوبر.. ماهي حقيقة دور «ناصر» في المعركة؟

 

 

 
 
أحمد متاريك

تحل غدًا ذكرى نصر السادس من أكتوبر، والذي لطالما اقترن لسنين طويلة بصاحب أمر العبور الرئيس الراحل أنور السادات، ولكن لم يُسلط الضوء أبدًا على حقيقة الدور الذي لعبه الزعيم جمال عبد الناصر إعداد خطة هذه الحرب، والتي لم تتغير كثيرًا في عهد السادات، الذي سار على نفس الخطوط العريضة التي وضعها سلفه.

لم تكن سنين النكسة فترة “دِعة” نزلت على ضباط الجيش بردًا وسلامًا، وإنما منذ اللحظة الأولى للاستفاقة من صدمة النكسة حتى بدأ الإعداد على قدم وساق لمعركة النصر، والتي ساهم فيها عبد الناصر في العديد من الجوانب، بناء على التفويض الشعبي الذي منحه له أهل مصرلإزالة أثار العدوان.

حرب الاستنزاف (1967 – 1970 )

 

 

جمال عبد الناصر في زيارة لجبهة قناة السويس

في حديث صحفي لرئيس وزراء إسرائيل ليفى أشكول مع مجلة نيوزويك الأميركية عدد 17 فبراير 1969، قال “سنرد لناصر سيناء بدون شروط مقابل أن يهتم بشئون مصر ولا يتدخل في شئون الدول العربية الأخرى”، وهو العرض الذي أعلن رئس مصر رفضه أكثر من مرة، آخرها علنًا في حديث لأساتذة وطلبة الجامعت المصرية نوفمبر 1968 “إسرائيل مستعدة ترد لنا سيناء من غير شروط مذلة إلا شرط واحد بس أن مصر تبقى دولة محايدة يعني لا قومية عربية ولا عروبة”، وأضاف “يعنى خدوا سيناء وطلقوا العروبة والقومية والوحدة ونبيع نفسنا للشيطان”.

وفي ظلال جملته الشهيرة “ما أُخذ بالقوة لن يُرد إلا بالقوة”، بدأت حرب الاستنزاف والتي شهدت معارك رأس العش، والمدمرة إيلات، معارك المدفعية، ثم عبور قوات الكوماندوز والضفادع البشرية القناة والإغارة على موانئ الصهاينة بشكل مستمر، حتى اكتمل بناء شبكة الدفاع الجوي المصري، فوافق على مبادرة وقف إطلاق النار وفقًا لمبادرة روجرز، وزير الخارجية الأمريكية، وهي فترة استغرقت 3 سنوات وشهران، عُرفت فيما بعد بـ”اللاحرب واللا سلم”، استغلتها القوات المصرية لاستكمال تدريباتها وتطوير منشآتها قدراتها البدنية والعسكرية، أخطرها طبعًا بناء “ماكيت” خط بارليف وساتر ترابي على جزء من ترعة الإسماعيلية، وتجربة عبوره أكثر من 300 مرة.

في 1968 أصدر عبد الناصر القانون 4، الذي نظم بمقتضاه الشكل الهيكلي للقوات المسلحة وحدد اختصاصات وزير الدفاع، ورئيس الأركان، بالإضافة إلى إعادة تنظيم المناطق العسكرية في مصر كلها.

تم إنشاء قيادة قوات الدفاع الجوي، لتكون القوة الرئيسية الرابعة في القوات المسلحة، بالإضافة لتخريج 12 دفعة طيارين و10 دفعات ملاحين، فبلغت حجم

الإنشاءات في القوات الجوية 8 أضعاف الهرم الأكبر، وتضاعفت ساعات الطيران للطيارين مرتين ونصف، وتضاعفت طلعات رمي الطيارين بالقنابل والصواريخ مابين 18 الي 20 مرة

كما تمت إقامة حائط الصواريخ علي امتداد الجبهة الغربية لقناة السويس، ووصل حجم الأعمال الهندسية فيه إلى 12 مليون متر مكعب أعمال ترابية، و مليون و نصف مليون متر مكعب من الخرسانة العادية، ومليونين خرسانة مسلحة، 800 كيلو متر طرق أسفلت، 3000 كيلو متر طرق ترابية، و قدرت تكاليف حائط الصواريخ بحوالي 76 مليون جنيه.

في يوليو 1969 عبرت قوة مصرية منطقة بور توفيق، واقتحمت موقعًا إسرائيليًا، وقتلت 40 جنديًا، واستمرت فيه لمدة ساعة، بعد أن دمرت 5 دبابات إسرائيلية، ومركز مراقبة وعادت بأول أسير إسرائيلي.

في التاسع من ديسمبر عام 1969 أسقطت طائرة ميج 21 مصرية أول طائرة فانتوم إسرائيلية.

في يوليو 1970 أسقطت صواريخ الدفاع الجوي في أسبوع واحد 17 طائرة إسرائيلية.

ليبلغ مجموع ما خسرته إسرائيل في هذه الحرب 3 أمثال ما فقدته في حرب 1967؛ 40 طيارا، 27 طائرة قتال، ومدمرة، و7 زوارق وسفن إنزال، و119 مجنزرة، 72 دبابة، 81 مدفع ميدان وهاون، ومقتل 827 جنديا وضابطا وإصابة 2141 فردا.

الاقتصاد المصري

الإشراف على بناء السد العالي

الإشراف على بناء السد العالي

لو لم تكن حالة الاقتصاد بالبلاد متماسكة بعد الحرب، لما قدرت مصر على عبور التحدي، وبالرغم من انصراف الدولة إلى إعادة بناء القوات المسلحة، لم تنقطع مشاريعها العملاقة، فاستمر العمل في السد العالي، الذي يعادل في حجم بناؤه 17 هرما من طراز هرم خوفو.

كما تم بناء صانع الألمونيوم في نجع حمادي، بتكلفة بلغت حينها 3 مليارات جنيه، بل وحققت الموازنة العامة لأول ولآخر مرة في تاريخ مصر فائضًا في العام 1969 بلغت قيمته 46.9 مليون جنيه.

خطط المعركة

صدق الزعيم قبل وفاته على الخطة “جرانيت”، وهي التي كانت معنية بالعبور وتم تنفيذها صباح 6 أكتوبر 1973م، كما أقر الخطة 200، وهي التي ناقشت الشق الدفاعي لمنع حدوث ثغرة مفصلية بين الجيشين الثاني والثالث.

كما أكد اللواء باقى زكى يوسف، صاحب فكرة تحطيم خط بارليف الإسرائيلى، بأن العمل على هذه الفكرة بدأ في عهده، حيث وافق عليها ووجه بتجربتها، وهو الأمر الذي تم 300 مرة، فوُضعت رسميًا في خطة المعركة يناير 1973م.

بالإضافة لما أوضحه الفريق الشاذلي، في شهادته عن الحرب أن شبكة القواعد الصاروخية انتهى بناؤها بشكل تام عام 1970م، وهي التي كانت مظلة أمان حركة القوات البرية لحظات العبور واختراق سيناء بعمق 10 و15 كليومترًا.

صفقات الأسلحة

لحظة استقبال عبد الناصر في الكرملين

لحظة استقبال عبد الناصر في الكرملين

خاض عبد الناصر جولة مفاوضات شاقة مع السوفييت إلى أن توصل إلى اتفاق معهم على وسيلة “ميسرة” لدفع ثمن السلاح الذي يحصلون عليه، بخصم 50% من قيمتها، فيما تقرض موسكو الـ 50% المتبقية، على أن تدفعها على أقساط سنوية لمدة 10- 15 سنه بفائدة 2% مع التعهد بفترات سماح طويلة.

كما أنه في 1970، وبعد أن أغارت إسرائيل على أبو زعبل وأسقطت 70 مدنيًا، كما قتلت 30 تلميذًا في مدرسة بحر البقر، تم تنظيم الاجتماع الشهير يوم 22 يناير 1970 والي تم على مدى 3 أيام، وفيها طلب أسلحة ومعدات دفاع جوى، صواريخ وطائرات ورادارات، ولوح فيه بالاستقالة من منصبه لو لم تستجب له القيادة السوفييتة، فكان الانصياع لرغبته بتزويد القاهرة بوحدات كاملة من صواريخ سام 3 بأفرادها السوفيت، وأسراب كاملة من الميج 21 المعدلة بطيارين روس، وأجهزة رادار متطورة للإنذار والتتبع بأطقمها، بالإضافة إلى نوعيات الأسلحة التي سيطرت على المشهد في حرب أكتوبر، وأشهرها صواريخ “سام 6″، و”يتشورا” و” إس 75 – دفينا”، ومنظومة “ستيرلا” الدفاعية، ونظيرتها “شيلكا” المضادة للطائرات، بالإضافة إلى مقاتلات “سوخوي” و”ميراج” و”ميج”.

 
 

عن admin

شاهد أيضاً

ذات يوم 5 أغسطس 1970.. القاهرة ترفض الرد على احتجاج بغداد حول إذاعة ونشر رد «عبدالناصر» على خطاب الرئيس العراقى أحمد حسن البكر

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 5 أغسطس 1970.. القاهرة ترفض الرد على احتجاج بغداد حول …

3 تعليقات

  1. د.عبد الرحيم سويسة

    تم تجنيد خريجي الجامعات بالجيش مما رفع المسوى العلمي للمقاتل المصري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *