الرئيسية / كتاب الوعي العربي / مجتمع المال والأعمال المصري يستحوذ على كل شيء!- بقلم: محمد عبد الحكم دياب

مجتمع المال والأعمال المصري يستحوذ على كل شيء!- بقلم: محمد عبد الحكم دياب

large-نجيب ساوريسjpg

 

Sep 15, 2018

نعود لمجتمع المال والأعمال المصري وأطفاله المدللين، الذين يربطون أعمالهم وأنشطتهم ومصادر ثروتهم بـ«الأمركة» و«الصهينة»، ومنهم «أبناء ساويرس»، الذين لعبوا أخطر الأدوار في غزو العراق، وساهموا في تقديم التسهيلات لقوات الغزو الأمريكي البريطاني، وخدموا مجهودها العسكري والعملياتي منذ ما قبل الغزو وما بعده، وعملوا على استقرار القوات الغازية، وعلى تحولها لقوات احتلال دائم؛ مهمتها إدارة وتشغيل ماكينة الفتن والتدمير والإفقار والتقسيم في بلد شقيق وعظيم، وكان من أكثر الأقطار العربية سخاء وثراء وإنتاجا للطاقة وغيرها، وتحول على يد الغزاة والزبانية إلى الأفقر، والأكثر تمزقا وانشطارا، وقبل التعرض لأزمة نجيب ساويرس مع الحكومة الجزائرية، واختراقاته لأقطار عربية وأفريقية عديدة؛ سوف نتناول سريعا آثار الضغط الواقع على العملة المصرية، وتعويمها وإفقادها قوتها الشرائية التي كانت.. وما لذلك من تأثير قد يتجاوز العمليات العسكرية للجيوش النظامية المتربصة؛ من تهجير وقتل وسبي وتدمير ونهب.

وفي ظروف حرب العملات المعلنة على جبهات عدة، فهي تهدف لتركيع «القارة العربية»، وكتلتها السكانية الكبرى في مصر، وتفكيك طبقاتها الوسطى، وفئاتها المهنية وقواها المنتجة وخبراتها وكفاءتها، فتنضم لجحافل الفقراء، الذين يزدادون ولا ينقصون، وإجبارهم على الهرب والهجرة وينتهي دورهم في الانتاج والتطوير والتحديث والتنمية، ومن ثم تتركز الملكية والثروة في أيدي أولئك الذين وقع عليهم الاختيار والقابلين بالمزاوجة بين «الأمركة» و«الصهينة».. والاعتماد عليهم في فرض التخلف وزيادة الفوارق الاجتماعية والمعيشية، وتدمير الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعلمية والوطنية والأخلاقية، واستكمال ما هو موكول لهم بأساليب أكثر نعومة وأقل خشونة في مخطط التهجير والإبادة والإفناء الممنهج.

و«أبناء ساويرس» ركيزة معتمدة؛ لهم حصتهم في التنفيذ.. وبقدر كفاءتهم وحجم إنجازهم بقدر ما يكون العائد، وتتواطأ سلطات رسمية ومؤسسات حكومية ومالية ومصارف تجارية؛ ضد القوى والدول المُسْتهدَفة وتؤدي الدور المطلوب. وعلى سبيل المثال صدر قرار تعويم العملة في 3 تشرين الثاني/نوفمبر 2016؛ استجابة لضغوط «صندوق النقد الدولي» فزلزل البنيان الوطني بكامله؛ بشريا واقتصاديا واجتماعيا وأمنيا وقيميا، وسجل التاريخ أن التعويم أضحى الحدث الأخطر في التاريخ المعاصر.. وبين يوم وليلة ارتفع سعر الدولار من 8.8 جنيه إلى 18 جنيها وبنفس قدر ارتفاع الدولار كان مقدار الانهيار العكسي للجنيه.

وكشفت مجلة «فوربس» الأمريكية أن «أبناء ساويرس» أصبحوا أغنى أغنياء مصر بحسابات 2017، وقدرت إجمالي ثرواتهم بـ10.7 مليار دولار موزعة على النحو التالي:

ـ ناصف ساويرس 5.6 مليار دولار.

ـ نجيب ساويرس 3.9 مليار دولار

ـ أنسى ساويرس 1.2 مليار دولار

وكشفت المجلة الأمريكية أن ثروات 7 رجال أعمال مصريين سجلت 18.1 مليار دولار، أي ما يعادل 329 مليار جنيه، وتعد عائلة ساويرس الأغنى في مصر بثروة إجمالية حجمها 10.7 مليار دولار، وتعادل 194 مليار جنيه. وبالقدر الذي انهار فيه مستوى معيشة المصريين؛ تضخمت ثروة أولئك الأباطرة، وبلغت مستوى غير مسبوق؛ ويبدو أن ذلك لا يكفيهم، وسبق لهم أن دخلوا تجارة الإعلام والسياسة إضافة إلى مجالات المقاولات والأراضي والمنتجعات والمنشآت السياحية والترفيهية والاتصالات والالكترونيات.. وكشف موقع «المعهد المصري للدراسات» سعي نجيب ساويرس للسيطرة على القلوب والعقول، وتطبيق النظريات والتطبيقات الأمريكية في صناعة الرأي العام وتوجيه وبرمجة البشر، وتحول إلى الفرص المتاحة في الإعلام بعد أن أصبحت أكبر وتحقق هذا المسعى عبر بناء إمبراطورية؛ بدأت بقناة فضائية هي «أو تي في» في 2007 كقناة شبابية تبث برامجها باللهجة العامية، وتبعها بقناة «أون» في تشرين الأول/أكتوبر 2008؛ أول فضائية خاصة سُمح لها ببث نشرات اخبارية مباشرة، ثم «أون تي في لايف»؛ تخصصت في النقل المباشر للأحداث مع نشرات الأخبار، وباعها في كانون الأول/ديسمبر 2012 لرجل أعمال فرنسي من أصل تونسي هو طارق بن عمار، وتم ذلك في فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، وكانت ثورة يناير ما زالت مشتعلة، وكان الإعلان الدستوري البائس قد صدر، وبعده طُرِحت مسودة دستور كان أكثر بؤسا للاستفتاء.

لكن نجيب ساويرس عاد وصرح في تشرين الأول/أكتوبر 2013 أنه مازال مالكا للقناة، وبرر قيامه بتلك الخطوة (المناورة) ليخفف من ضغوط الإخوان المسلمين المتزايدة عليه، أما بن عمار فهو صهر الرئيس التونسي الهارب زين العابدين بن على؛ المرتبط بعلاقات صداقة وشراكة مع «برلسكوني»، رئيس وزراء إيطاليا الأسبق. هذا بجانب تمويله لقناة دينية؛ هي قناة «مار مرقس»؛ واحدة من قنوات ثلاث تتبع البطريركية المصرية الأرثوذكسية، وللمقر البابوي في القاهرة.

ومد نجيب ساويرس إمبراطريته واستحوذ على أسهم في قنوات أجنبية؛ بدأها بنسبة 53٪ من أسهم قناة «يورو نيوز» الأوروبية مقابل 35 مليون يورو في بدايات 2015، وتبث أخبارها على مدار الساعة بـ13 لغة، ويقدّر طاقمها بنحو 400 صحافي ومراسل ومقدم برامج؛ ينتمون لـ25 دولة، واشترط حملة الأسهم الحفاظ على حيادية القناة واستقلالها، وامتلاك حق النقض (فيتو) ضد أي إجراء يُحدِث تغييرات جوهرية في سياسة التحرير، واختيار هيئة إشراف جديدة تتولى الحفاظ على الخط السياسي للقناة وضمان استقلاليته.. وتحتل «يورو نيوز» المركز الرابع طبقا لتقييم مؤسسة «إي إم إس» العالمية، وتسبقها «السي إن إن» الأمريكية، و«سكاي نيوز» والـ«بي بي سي» البريطانيتين.

وكانت صحيفة «لوبوان» الفرنسية قد أشارت إلى أن نجيب ساويرس يسعى لإنشاء نسخة إفريقية باسم «أفريكا نيوز»، ووقع مديرها التنفيذي اتفاقا مع تليفزيون الكونغو في مطلع 2015 لإقامة القناة، بتكلفة 90 مليون يورو تدفع على سبعة أعوام، الأمر الذي سيجعل القناة تدخل في شراكة مع قنوات نشطة في إفريقيا لإطلاق نسختها الجديدة، وأوضحت «لوبوان» أن «أفريكا نيوز» تبث بالفرنسية والإنكليزية والعربية والسواحيلية والإسبانية والبرتغالية.

وانفردت صحيفة «المصري اليوم» بتصريح عن شراء نجيب ساويرس 80٪ من أسهم قناة «القاهرة والناس» من طارق نور. بجانب أخبار جاءت على مواقع عديدة بأن ساويرس ملك أغلب أسهم «ميلودي موسيقى» و«ميلودي أفلام»؛ فضائيتين ترفيهيتين، وشارك مالكهما الأصلي جمال مروان، وحسب ما جاء على موقع «المعهد المصري للدراسات» نشب خلاف بين الشريكين بسبب سعي ساويرس لجذب نجوم متعاقدين مع ميلودي، وانتهى الأمر باتجاه نجيب ساويرس للإنتاج السينمائي والموسيقي.

وكان من المتوقع إنطلاق قناة «فلسطين الغد» في آذار/مارس 2010، وأُوقِفَت قبل بدء البث التجريبي بقرار من السلطة الفلسطينية، وذكرت مصادر مقربة منها أن الإيقاف جاء تنفيذا لتوجيهات الرئاسة الفلسطينية إلى وزارتي الاتصالات والداخلية؛ ذلك لعدم الحاجة لمزيد من القنوات الفضائية، وأكدت مصادر صحافية سعودية أن القناة مملوكة لمجموعة رجال أعمال منهم محمد دحلان ونجيب ساويرس.. وعن دخول «أبناء ساويرس» إلى معترك السياسة فهذا حديث يطول.

عن admin

شاهد أيضاً

مطارق الحنين الي فلسطين

مطارق الحنين!! د.شكري الهزَّيل لم يكن يدور بخلدي يوما ان تضرب الاسوار اطنابها حول قلمي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *