الرئيسية / تقارير وملفات / هل أشرف مروان جاسوس؟! وهل حرب اكتوبر مسرحية؟!

هل أشرف مروان جاسوس؟! وهل حرب اكتوبر مسرحية؟!

34231663
ما المشكلة أن يكون اشرف مروان “جاسوس”؟! الامر عادى جدا. لن يكون أول جاسوس ولا آخر جاسوس. لا توجد مشكلة فى أن يكون جاسوسا. المشكلة ان الصهاينة وحلفاءهم يشككونا فى أنفسنا، وفى قدرتنا كشعب على الصبر والصمود والمقاومة، يشككوننا فى قدرة قواتنا المسلحة على التعلم والتخطيط والتدريب والاستيعاب وخوض الحروب والانتصار. ينزعون من صدورنا فرحتنا وفخرنا بالحرب الوحيدة التى انتصرنا فيها عسكريا على إسرائيل. وصارت الحرب تخطيطا وأداء عسكريا يدرسان فى الأكاديميات العسكرية العالمية. ويكفى الاختراع الهندسى العبقرى البسيط العميق فى استخدام ضغط المياه لتشريخ وتمزيق خط بارليف الحصين للعبور من خلاله وهدمه. هل يعقل ان كل ماحدث فى حرب اكتوبر والنصر كان معدا سلفا ومرتب له من خلال مسرحية جواسيس؟! ولو الأمر كذلك فما معنى كل ماكتبته الكتب العسكرية العالمية عن حرب اكتوبر؟! هل يمكن ان نفرط بسهولة فئ اعظم عمل انجزناه فى تاريخنا الحديث مقابل كراهيتنا لعبدالناصر او السادات او مبارك؟!
من يقبل نظرية المؤامرة أو المسرحية الجاسوسية التى رتبت لحرب تحريك محدودة، فهو يهدر قدرة صبر شعب وقوة جيش ودماء جنود سالت للتحرير. من يصدق هذه الرواية المحبوكة (الملاك) التى فيها الإجابة على كل سؤال يدور بالذهن.. عليه بأن يقرأ كل ماكتب عن حرب اكتوبر وبالذات من صهاينة وغربيين فى حينها. هذه الرواية بحبكتها ومنطقها لايمكن أن تحدث إلا فى الخيال، او فى عقول تهوى الانحراف الفكرى.
ما اقصده فى هذه الرواية ليس التشكيك فى جاسوسية أشرف مروان -وهى ثابتة حتى نفيها من مصادر رسمية بوثائق- لكن للتشكيك فى أن هذه الحرب بنتائجها ليست مسرحية اعدت فى تل أبيب مسبقا، ونفذت على شرق قناة السويس بالتواطؤ بين جيشين عدوين.. احدهما مصرى يدافع عن حق والآخر صهيونى يدافع عن باطل. اشياء لا يقبلها حتى عقل الاطفال. حبكة القصة تؤكد الشكوك في هدفها.
دفاعى ليس عن أشرف مروان ولكن عن صمود شعب وقوة جيش واستشهاد جنود.. دفاع عن تاريخ وصبر وصمود مصر. يجوز ان يحدث بعض مما كتب فى رواية الملاك. لكن أن تحدث كلها بهذه الكيفية فهذا هو المستحيل.. فما نقرأه هو عمل مسرحى وسينمائى -وفى كليهما يجمح الخيال- لتشكيك الشعب المصرى بجيشه فى تاريخه وقدرته على الصمود والتصدى والمقاومة والانتصار. انها حرب لإضعاف الروح المعنوية المصرية وتشكيك المصريين فى أنفسهم. إنها الحرب التى زادت فى آخر سنتبن لصالح الصهاينة على حساب الشعب والدم والأراضى المصرية.
ومما يحزننى الاحتفاء بهذا العمل والمكايدة والشماتة وفقدان الثقة.. انت لاتكايد إلا أخاك المصرى ولا تشمت إلا فى تاريخك ولا تفقد الثقة إلا فى أمتك.. إذن فهذا هو المطلوب ان تشك فى نفسك وفى غيرك. الجاسوسية واردة فى كل وقت وفى أى فصيل، نضعها فى موضعها اما التعميم والتطبيل والمكايدة فلاتجوز من وطنيين يحبون الوطن، ويحرصون على وحدته، وعلى تعميق الثقة ونبذ الفرقة.
لنحذر من حرب التشكيك وزعزعة الثقة فى النفس واضعاف الروح المعنوية للشعب.
عندما نتذكر هذه الرواية علينا بأن نتذكر بطولات جاسوسية زرعتها مصر فى اسرائيل لصالح مصر .. إنها الحرب وصراع المخابرات. من يصدق ان حرب اكتوبر مسرحية عليه بأن يقرأ ماكتب عن هذه الحرب فى زمانها وكيف بكت جولدا مائير وطلبت العون من الأمريكان. أصعب شيء التفريط فى إرثنا وتاريهنا الوطنى وإرادتنا بكل ببساطة. التشكيك فى افراد يمكن قبوله لكن التشكيك فى شعب وجيش غير مقبول بالمرة. رحم الله زمانا كانت العمالة فيه مستترة، وقبح الله زمانا صارت العمالة فيه صريحة ومفضوحة.
#المقاومة_هى_الحل
د.#يحيى_القزاز
القاهرة فى 19 أغسطس 2018

عن admin

شاهد أيضاً

مطارق الحنين الي فلسطين

مطارق الحنين!! د.شكري الهزَّيل لم يكن يدور بخلدي يوما ان تضرب الاسوار اطنابها حول قلمي …

تعليق واحد

  1. اجابه غير مقنعه على السؤال الذي طرحه الكاتب “هل يعقل ان كل ماحدث فى حرب اكتوبر والنصر كان معدا سلفا ومرتب له من خلال مسرحية جواسيس؟!”. في رائي انه كان هناك طرفين متضاربين لاهداف الحرب. الطرف الاول مكون من الشعب والجيش العظيم وهدفه كان اعاده الارض العربيه كامله وتحقيق نصر عربي موحد. اما الطرف الثاني فهو مكون من الجواسيس الذين تأمروا مع الاعداء في الخفاء لشن حرب محدوده هدفها انهاء الحروب مع اسرائيل وخروج مصر من امتها العربيه في مقابل انتصار وهمي يخرج منه الرئيس السادات وكانه بطل قومي وكده يحق له تنفيذ المخطط الصهيوني في المنطقه العربيه. للاسف هولاء الجواسيس استطاعوا ان يجهضوا انتصار ساحقا كان بامكانه تغير شامل للمنطقه العربيه عكس ما نحن عليه الان. كان من المفروض ان الكاتب يسأل سؤالا اهم وهو ماذا كان يقصد به السادات عندما طلب من قاده الجيش العظيم مرارا وتكرارا قائلا “انتوا ادوني عشره سنتي من الارض وانا احلها بمعرفتي”. وهل هي صدفه ان السادات والملك حسين اللذين كانوا عملاء للسي اي ايه منذ اوائل الستينات ان بلادهم هي الدول العربيه الوحيده ذو علاقات مع الكيان الصهيوني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *