ويعتبر الكتاب الأخير لسامى شرف تحت عنوان «سنوات وأيام مع جمال عبد الناصر» بمثابة رؤية تحليلية تجيب على سؤال مازال مطروحا وهو: كيف حكم عبد الناصر مصر؟ فضلا عن إلقاء الضوء على جوانب إنسانية لا يعرفها الناس عن عبد الناصر وعلاقته بإخوته، وكيف كان يتعامل مع السياسيين السابقين من زعماء مصر قبل الثورة، كما يكشف سامى شرف النقاب عن عمق إيمان الرئيس عبد الناصر بربه ودينه ويذيع سرا عن أيام ناصر الأخيرة عندما استشعر قرب ساعة الرحيل فأعطى أحد الأطباء المعالجين له تفويضا بأداء فريضة الحج نيابة عنه من ماله الخاص.
إن شهادة سامى شرف ليست سطورا إنسانية تعكس مشاعر وخواطر شخصية لرجل لازم عبد الناصر كظله، وإنما هى حقائق ووثائق وأرقام تروى بأمانة ملابسات العلاقات الخارجية لمصر مع الشرق والغرب، وكيف أن مصر لم تبادر لعداء مع أحد مثلما لم تكن قرارات التأمين عام 1961وما سبقها من قرارات تصفية الإقطاع وتحديد الملكية الزراعية عام 1952 تستهدف الانتقام من أحد، وإنما كانت فى إطار تحول اجتماعى حتمى لرفع المعاناة عن الفلاحين والعمال وإعادة ضبط الاتزان المجتمعى فى إطار فلسفة واضحة تقول إن التقدم هو التنمية .. شكرا لسامى شرف ولكل إضافة صادقة لتاريخ مصر!
خير الكلام:
<< ليست الشجاعة أن تقول كل ما تعتقد بل الشجاعة أن تعتقد كل ما تقول!