الرئيسية / حوارات ناصرية / فى الذكرى ال 66 لثورة 23 يوليو 1952 الناصرية

فى الذكرى ال 66 لثورة 23 يوليو 1952 الناصرية

186

مابين حكام الرجعية العربية وتنصيب السادات روابط وأرتباط , فيما يبدو أنها لاحت قبل أن يكون رئيسا للجمهورية العربية المتحدة , دشنها “كمال أدهم ” رجل المخابرات السعودى الجنسية ورجل ال C    I   A فى الشرق الأوسط , والهدف القضاء على ثورة يوليو وزعيمها جمال عبد الناصر ,بعد محاولات فاشلة لأغتياله أو أغوائه من جانب المخابرات الأستعمارية وتمويل من حكام آل سعود .
كان قلب جمال عبد الناصر قد أنهك وهو المعتل من جراء مؤتمر القمة العربى الذى انعقد بالقاهرة لوقف نزيف دم الشعب الفلسطينى فيما بدى عليه الأعياء من محاولات  جعلت ملك الأردن السابق يمتثل لأرادة الزعيم التى حقنت ماتبقى من دماء المقاومة الفلسطينية , ويبدو أن تطوع السادات بعمل فنجان قهوة للزعيم يزيل عنه  أثار العناء وليتمكن من توديع أمير الكويت بالمطار قد عجل بلقاء الله الواحد القهار  – ولكل أجل كتاب .
طوفان البشر وبحر الدموع فى موكب مهيب والوداع الأخير لجمال عبد الناصر , هى جنازة القرن العشرين ,التى  زلزلت أركان الرجعية العربية والصهيونية والأستعمار حين استشعرت  أن يستمر جمال عبد الناصر وتدوم ثورته ,فصارت كلمة السر التى اجمعوا عليها وقوى الثورة المضادة من مافيا الرأسمالية العربية والعالمية والأحتكار , القضاء على ثورة يوليو وعلى جمال عبد الناصر فى قبره – ومازالوا الى الآن .
دشنت “كامب ديفيد” لذلك وبمداد سرى كُتِبَت أول جملة فيها ” القضاء على ثورة يوليو وأنجازات عبد الناصر , وتشويه تاريخه حتى يكفر به الناس , فيموت فى قبره” – وتوارت تلك الجمله بين الكلمات لكنها كانت فى ملحق خفى للصفحات ورائها بيجين والسادات , وقد نجح “كيسنجر”ذلك الصهيونى اللعين , فى صياغتها منذ التقى السادات قبل حرب 1973 ومابعدها.
وصارت كامب ديفيد والى الآن تشهر معاول هدم ثورة يوليو وتشويه زعيمها حتى لايكون قدوة يقتدى بها شعبنا ويسير على منوالها وليكفر بكل ماهو وطنى وقومى عربى فتنعدم ارادته ويفقد استقلاله وحريته  فيسلم رقبته لمافيا الصهيونية والرأسمالية المحلية فتمص دمه ولتفرط فى الأرض والأنسان العربى ليضحى حكامها سماسرة لصندوق النقد والبنك الدوليين وعملاء للصهيونية والأمبريالية الأمريكية , ويضيع الوطن , وتكون التربة مهيئة لتحقق أسرائيل حلمها التلمودى من النيل للفرات .
قدم مبارك أوراق اعتماده حين استمر فى بيع المصانع التى بناها جمال عبد الناصر للشعب المصرى وللعمال بأبخس الأثمان للرأسمالية العالمية وباع القطاع العام ملك الشعب والذى حمى مصر من مافيا الرأسمالية العالمية والحصار الأقتصادى , والى الآن تستمر الحكومات المصرية فى النهب الأقتصادى وبيع ماتبقى من القاعدة الصناعية التى دشنت فى عهد جمال عبد الناصر, ورفعت شعار كله بالفلوس فقضت على مجانية التعليم والصحة وخصخصة  كل شىء أكتسبه الشعب المصرى منذ ثورة يوليو حتى وفاة جمال عبد الناصر , وصار الآن الخضوع للبنك والصندوق الدوليان هو سمة الحياة الأقتصادية فى مصر بعد الأمتثال لكل شروطهما التى قضت على منجزات جمال عبد الناصرو ثورة يوليو التى انحازت للفقراء فصار تقديم الفقراء  وقودا لمشاريع مافيا رجال الأعمال التى جلست مع الحكومة الآن تشرب نخب أنفراد الطبقة الرأسمالية بالحكم بعد أن تدهورت أحوال الطبقة الفقيرة الى باطن الأرض وصارت الطبقة المتوسطه هى عنوان كبير للفقر والفقراء.
كان محمد أبوسويلم بطل (أرض) عبد الرحمن الشرقاوى هو فلاح ماقبل ثورة 23 يوليو 1952 جسده يوسف شاهين تجسيد واقعى والمأمور من القصر والأقطاع والأنجليز وقد أصدر الأوامر بتكبيله من أقدامه بالسلاسل والحبال التى علقت بلجام الخيل فأعطى لها الأشارة فأطلقت أقدامها للريح لِسحل الفلاح الأصيل محمد ابوسويلم الذى تشبث بالأرض فأنغرست يديه فى طينها يروى بدمائها المسال عطش الأرض لعرق ابنها الفلاح .
جاءت ثورة يوليو فأعادت روح محمد ابوسويلم من جديد , حين وزع جمال عبد الناصر خمسة فدادين لكل فلاح معدم , بعد أن أخذ من الأقطاع ما نهبوه عنوة من أرض مصر, فأرتوت أرض مصر بعرق فلاحيها , وصار ابنائهم العلماء , ” ورد قلبى” هكذا جسدها يوسف السباعى حين ساوى بين ابن الجناينى وابن الباشا الأقطاعى فنتهى عصر الأقطاع  .
على أرض الواقع جسدت آلاف المصانع التى بنيت فى كل مكان من أرض مصر – أنحياز ثورة يوليو للعمال , وصار عيد العمال كل عام يحتفل ببناء العديد من المصانع التى يشكل مجلس أدارتها العمال , فقضت الثورة على مافيا الرأسمالية اذناب الرأسمالية العالمية التى كانت تتاجر بعرق العمال , وصار العمال مع الفلاحين يشكلون البرلمان , فتم القضاء على سيطرة رأس المال على الحكم, وتواصلت الثورة تحقق المزيد للفقراء الى أن مات جمال عبد الناصر .
كان العدل الأجتماعى هو نظرية ثورة يوليو , فكانت حتمية الحل الأشتراكى والعدالة الأجتماعية بتذويب الفوارق بين الطبقات , من خلال قوانين التضامن الأجتماعى ويوليو الأشتراكيه والحق لكل أنسان فى التعليم والصحة بالمجان .
فى أطلالة على عروبتنا كان جمال عبد الناصر وثورة يوليو فى كل مكان من أرضنا العربية يمدا للشعب العربى يد العون لتخليصه من قيود الاستعمار ليصوغ حريته وفق امانيه وقد تحقق الكثير – وعن فلسطين كانت ثورة يوليو وقد ولدت من رحم الفالوجه وتوقف قلب عبد الناصرعندها وهو يحقن دماء اهلنا فى فلسطين وقد وهبها حياته وحَلِم بوحدة عربيه لاتتحق اِلا بفلسطين عربية .
وعلى العالم الحر أطلت ثورة يوليو بعروبتها نبراس لكل حركات العالم التحرريه فى اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينيه وصار عبد الناصر بالعرب الى عنان السماء , حين دشن مع تيتوو نهرو قوةثالثة فى العالم ضد الهيمنة الأمريكية فى حلف الأطلنطى وعلى مسافة من حلف وارسو بزعامة الأتحاد السوفيتى – فحاصر أسرائيل بكل دول عدم الأنحياز وغدت ثورة يوليو وجمال عبد الناصر والعرب أسماء ترن فى عالم الأقوياء.
لم يكن تأميم قناة السويس وبناء السد العالى ولا كسر أحتكار السلاح ولاحرب الأستنزاف ضد أسرائيل , هم البناء الأقوى فى ثورة يوليو وزعيمها جمال عبد الناصر ,وانما صار بناء الأنسان العربى وصار العقل العربى يتقد وينير الطريق لكل تقدم وازدهار على ارضنا العربية بفعل الفكر القومى العربى الذى صاغته مواثيق ثورة يوليووخاصة ميثاق العمل الوطنى  وديناميكيه الحركه عند زعيمها جمال عبد الناصر , الذى فرضت مبدأ تكافؤ الفرص وأفساح المجال لكل العقول التى تبغى صالح العرب والعروبة- ولذلك مورست على هذا الانسان القومى وعلى اصحاب الفكر القومى العربى ,أشد أنواع الديماجوجية والتشويه من جانب فضائيات مافيا رجال الأعمال والحكام العرب الموالين للصهيونية والأمبريالية ليتم القضاء على فكرة القومية العربية التى هى هدف ثورة يوليو وحلم جمال عبد الناصر حين تتجسد بالوحدة العربية .
لذا كان قتل جمال عبد الناصر فى قبره مرصود من الكيان الصهيونى , حين احتفلت السفارة المصرية فى تل أبيب  منذ عامين بثورة يوليو فى قلب الكيان الصهيونى وعلى وقع ترقعات الكاسات شرب نتنياهو وحرمه ورئيس الكيان الصهيونى مع السفير المصرى بتل ابيب , نخب دماء الشهداء المصريين الذين قتلتهم أسرائيل ونخب مقتل عبد الناصر فى قبره والقضاء على ثورة يوليو فى تل ابيب – ولم يكن لأحتفال الكيان الصهيونى بما سمى عيد دولة اسرائيل ( نكبة فلسطين)فى 15 مايو من هذا العام – فى فندق هليتون فى ميدان التحرير بالقاهرة وعلى مقربة من ميدان عبد المنعم رياض المناضل الجسور ضد اسرائيل – اِلا تجسيد لماتبغية اسرائيل ومن سايرها وهو القضاء على ثورة يوليو وجمال عبد الناصر فى قبره .
فى الذكرى ال 66 لثورة 23 يوليو 1952 – وأمام مبتغى شعبنا العربى  أفشال صفقة القرن ,  وأعتبار نقل سفارة امريكا بالقدس لايساوى المداد الذى قرره , وقرار الكنيست بقومية الدوله اليهوديه والقدس عاصمة الكيان الأسرائيلي- لابد لشعبنا العربى أن يتمسك بثوابته ولايحيد عنها , واولها قوميته العربية والنضال من أجل وحدتها ,وعروبة فلسطين من النهر للبحر , ونضاله ضد الرجعية العربية ومافيا رجال الأعمال اذناب الرأسمالية الصهيونية العالمية , والتصدى لمافيا الأعلام والفضائيات المموله بالبترودولار الصهيونى  والتى لاهم لها اِلا تشويه زعامة ونضال جمال عبد الناصر وثورته –  ويجب  على كل الشعوب العربية أن تبرهن لأسرائيل وعملائها العرب ولقوى الأستعمار الأمبريالى ,أن ثورة يوليو مازالت بمبادئها -واخصها القضاء على الاستعمار واعوانه وأقامة عدالة اجتماعية –حية فينا وأن تبدأ بديناميكية الحركة بين مختلف جماهيرها من المحيط الى الخليج بالثورة على كل عملاء اسرائيل العرب
لتؤكد أن جمال عبد الناصر حى فينا رغم الكفن خالد فى لوح الزمن .
محمود كامل الكومى
كاتب ومحامى – مصرى

عن admin

شاهد أيضاً

ذات يوم 5 أغسطس 1970.. القاهرة ترفض الرد على احتجاج بغداد حول إذاعة ونشر رد «عبدالناصر» على خطاب الرئيس العراقى أحمد حسن البكر

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 5 أغسطس 1970.. القاهرة ترفض الرد على احتجاج بغداد حول …

2 تعليقان

  1. تلاميذ الاستعمار مشتاقون لسوط الخواجة!

    مصر هي الدولة الوحيدة في العالم التي ما يزال بعض من أبنائها يتهكمون على ثورتها التي أنهت حكم أسرة محمد علي، ورحـَّــلـَـتْ بسلام ملك الخمر والنساء والأسلحة الفاسدة.

    البريطانيون والفرنسيون والإسرائيليون والأمريكيون حاربوا عبد الناصر، فجاء بعض من أبناء شعبه يسخرون من هزيمته العسكرية أمام قوى الاستعمار الثلاثية

    منعوا عنه السلاح، فلجأ إلى تشيكوسلوفاكيا عام 1955.
    منعوا عنه تمويل السد العالي أملا في أن يغرق فيضانٌ مصرَ أو يموت المصريون من العطش، فلجأ إلى خروتشوف، وانتصب السد العالي، فغضب بعض من أبناء شعبه.

    غدر بنا الإسرائيليون صباح الخامس من يونيو 1967 فأطلقوا عليها هزيمة رغم أن مصر لم تدخل الحرب.
    تصادم مع حُكم المرشد وطمع الاخوان في السلطة، فصدرت عشرات المطبوعات تتحدث عن معتقلات ناصر.
    أنقذ شعب اليمن من حُكم الإمامة المتخلف في 26 سبتمبر 1962 فقالوا بأنه مغامر متهور.
    الغريب أن معظم الذين يهاجمونه تعلــَّــموا مجانا في مدارس بناها لهم، وحصل آباؤهم على عدة فدادين لئلا يقعوا تحت سوط الاقطاع.
    فنون وآداب وموسيقى وجامعات ومعاهد عليا ومدارس …
    كل هذا .. كل هذا في أقل من ثمانية عشر عاماً وهو يحارب الاستعمار في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط، في الجزائر وتونس والكونغو و… اليمن.
    طعنوه في سبتمبر الأردني، وحاربوه في لبنان، وشدّوا من أزر الانفصاليين في سورية، وفي كل شبر كانت الحرب قائمة ضد الرئيس، ومع ذلك فبعض من أبنائه يتحدثون عن ( النكسة، والخيبة، والديكتاتور، وصديق صديقه، حتى طمي النيل جعلوه من سلبياته)

    عبد الناصر أيها الراحل الكبير،
    دعني أقدم لك الاعتذار في عيد ثورتك 23 يوليو 2015، فبعض أبنائك الجاحدين لم يعرّفهم أحد عليك!

    محمد عبد المجيد
    طائر الشمال
    أوسلو في 23 يوليو 2015

  2. { المنهج الفلسفي لفكر وثقافة ثورة ٢٣ يوليو المجيدة ؟ }

    حَسن بُوحجي – باحث في الفلسفة الدستورية –
    البحرين – ٢٣/ يوليو/ ٢٠١٨م

    مقدمة: يتزامن هذا العام الذكري المئوية لميلاد الزعيم جمال عبدالناصر، والذكرى ٦٦ عاماً على قيام ثورة ٢٣ / يوليو /عام ١٩٥٢م.
    إضافة مرور الذكرى ٥٦ عام على صدور الميثاق الوطني، الذى تقدم بمشروعه بعد تبني فكرته وتولا الأشرف على صياغته الرئيس عبدالناصر، وقام بتقديمه للمؤتمر الوطني للقوى الوطني في ٢١ / مايو / ١٩٦٢م، المنتخب لدراسة وإقرار مشروع المثياق، الذى تم أقراره والصديق عليه دون إضافة أوتعديل.
    وتم أعتماده وأصداره من قبل رئيس الجمهورية جمال عبدالناصر في أغسطس من عام ١٩٦٢.
    منذ هذا اليوم أصبح الميثاق الوطني؛ أهم وثيقة للثورة العربية المعاصرة الشاملة،،،

    عبدالناصر القائد لثورة ٢٣ يوليو يقول : في الباب الأول من الميثاق الوطني
    ” إذا ما ذكرنا أن هذا الشعب البطل بدأ زحفه الثورى من غير تنظيم سياسى يواجه مشاكل المعركة؛ كذلك فإن هذا الزحف الثورى بدأ من غير نظرية كاملة للتغيير الثورى ”
    لقد قامت الثورة بدون منهاج فلسفي وإنما متسلحة بالمبادئ الست المشهورة كدليل للعمل- القضاء على الأستعمار وأعوانه- القضاء على الإقطاع – القضاء على الرأسمالية المستغلة – إقامة عدالة إجتماعية – إقامة جيش وطني – إقامة ديمقراطية سليمة.
    كذلك قال القائد عبدالناصر في الباب الأول من الميثاق ” إن هذا الشعب المعلم راح أولاً يطور المبادئ الستة، ويحركها بالتجربة والممارسة، وبالتفاعل الحى مع التاريخ القومى؛ تأثراً به وتأثيراً فيه، نحو برنامج تفصيلى يفتح طريق الثورة إلى أهدافها اللامتناهية، ثم إن هذا الشعب المعلم راح ثانياً يلقن طلائعه الثورية أسرار آماله الكبرى، ويربطها دائماً بهذه الآمال، ويوسع دائرتها بأن يمنحها مع كل يوم عناصر جديدة قادرة على المشاركة فى صنع مستقبله “.

    بمعنى أن الثورة لم تملك فلسفة تغير ثورية فكرية وثقافة؛ تحدد مفاهيمها وتمايزها عن غيرها من فلسفات تغير المجتمعات ثورياً ؛ إلا بعد أقرار مشروع الميثاق الذى صاغ فكرته ومضمونه الرئيس عبدالناصر الذي طرح فكرته على اللجنة التحضرية لمؤتمر مشروع الميثاق المشكلة من ٢٥٠ عضواً في إجتماعها ٤ / نوفمبر/١٩٦٢م.
    إن الفترة من يوم ٢٣/يوليو/ ١٩٥٢م وحتى ٢١/ مايو / ١٩٦٢م – ٩ سنوات و٩ شهور – يمكننا أن نطلق على تلك الفترة هي مرحلة التحول من تحرك لحركة الضباط الأحرار كطليعة ثورية تولت التفجير الثوري للثورة، بالتزامن مع التأيد شعبي حتى منتصف عام ٥٦ بدعم وطني مصر.
    وأكتسبت ثورة ٢٣ / يوليو التأييد والدعم لزعامة عبدالناصر على المستوى القومي والأممي بعد فشل العدوان الثلاثي على مصر في أواخر أكتوبر / نوفمبر عام١٩٥٦م وإنتصار الشعب المصري والعربي بزعامة عبدالناصر.
    لماذا الأهتمام في تحديد تاريخ ثورة يوليو عام ١٩٥٢م وأرتكازها على المبادئ الست، والتحول إلى ثورة فكرية تملك أسس تمايزها عن بقية الثورات التي سبقتها أو المعاصرة لها بعدت سنوات؟

    عبدالناصر الزعيم قد تحول من قائد للثورة إلى موجه ومفكر وفيلسوف لها؛ و زعيم للثورة العربية المعاصرة الشاملة،،،،

    يقول عبدالناصر ” إن يوم ٢٣ يوليو سنة ١٩٥٢ كان موعد هذا التفجير الثورى، وفيه استطاع الشعب المصرى أن يعيد اكتشاف نفسه، وأن يفتح بصره على إمكانيات هائلة كامنة فيه”.

    لكن الغالب من الجماهير العريضة، والكثير من المهتمين بالثقافة الفكر، قد اكتفى الغالب إن لم يكونوا الأكثرية الساحقة منهم؛ بالإطلاع عليه أو تصفحه/ أوقراءته للعلم دون أن أي جهود كافية وجادة لتدارس بنودالميثاق؛ هذا المشروع الكبير والعميق، الذي يؤسس لأول مرة في التاريخ العربي المعاصر منهاج لأسس قيام الثورة العربية الشاملة المعاصرة، المتجددة والمتطورة مع قضايا العصر ومستقبلة.

    يقول زعيم الثورة في الباب الثاني من الميثاق ” إن الطريق الثورى هو الجسر الوحيد الذى تتمكن به الأمة العربية من الانتقال بين ما كانت فيه وبين ما تتطلع إليه.
    والثورة العربية أداة النضال العربى الآن، وصورته المعاصرة تحتاج إلى أن تسلح نفسها بقدرات ثلاث تستطيع بواسطتها أن تصمد لمعركة المصير التى تخوض غمارها اليوم، وأن تنتزع النصر محققة أهدافها من جانب، ومحطمة جميع الأعداء الذين يعترضون طريقها من جانب آخر، وهذه القدرات الثلاث هى:

    أولاً: الوعى القائم على الاقتناع العلمى؛ النابع من الفكر المستنير، والناتج من المناقشة الحرة التى تتمرد على سياط التعصب أو الإرهاب.

    ثانياً: الحركة السريعة الطليقة التى تستجيب للظروف المتغيرة التى يجابهها النضال العربى؛ على أن تلتزم هذه الحركة بأهداف النضال وبمثله الأخلاقية.

    ثالثاً: الوضوح فى رؤية الأهداف، ومتابعتها باستمرار، وتجنب الانسياق الانفعالى إلى الدروب الفرعية التى تبتعد بالنضال الوطنى عن طريقه، وتهدر جزءاً كبيراً من طاقته.

    وإن الحاجة إلى هذه الأسلحة الثلاثة تستمد قيمها الحيوية من الظروف التى تعيشها التجربة الثورية العربية، وتباشر تحت تأثيراتها دورها فى توجيه التاريخ العربى”.

    ” إن الثورة العربية مطالبة اليوم بأن تشق طريقاً جديداً أمام أهداف النضال العربى. إن عهوداً طويلة من العذاب والأمل بلورت – فى نهاية المطاف – أهداف النضال العربى ظاهرة واضحة، صادقة فى تعبيرها عن الضمير الوطنى للأمة؛ وهى الحرية والاشتراكية والوحدة، بل إن طول المعاناة من أجل هذه الأهداف كاد أن يفصل مضمونها ويرسم حدودها”.

    وعلى ضوء هذا العرض الموجز للميثاق الوطني، كأهم وثيقة معاصرة للثورة العربية وقواها الحية، وهي تواجه التحديات الكبيرة والأطماع الخطيرة التي تمر بها أمتنا العربية على متداد الساحات العربية من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي ، وشمالاً من بلاد الشام حتى جنوب اليمن العربي، من خلال هيمنة قوى الأستعمار المباشر والغير مباشر في العمل بالقضاء على أسس الدولة الوطنية ومؤسساتها السيادية، بالتحالف من قوى التخلف والإسلام السياسي، وتكتلات قوى الأحتكار والإستغلال المهيمنة على الثروات الطبيعة وعصابات المال العام.
    وعليه نحن نرى من الأهمية بالضرورة، أن يتم دعوة الجيل العربي الجديد صاحب المصلحة الحقيقة في التغير الثوري، وبما يتمتع به من حيوية الشباب وعزيمة التحدي والحلم بالجديد في القادم من الأيام؛
    بأن يبدأ من جديد بإعادة قراءة الميثاق الوطني وفق مقتضيات العصر وتحدياته، وأن يعمل على ترسيخ المكتسبات التي حققتها الثورة العربية في مصر، بالتوجه للطموحات المتوقعة، من خلال الولوج في الفضاءات المستقبلية المشرقة لهم ولأمتنا العربية،
    وذلك بالعمل على تبني أعتماد مضمون الميثاق كمرجعية فلسفية للفكر والثقافة للثورة العربية الإنسانية المعاصرة؛ الذي صاغه الزعيم عبدالناصر من فكرة التقدمي المستنير، وضميره الإنساني الحي؛ هذه الوثيقة التي ستظل تضئ للجيل العربي الجديد طريق المستقبل الواعد، بعد رحيل زعيمنا عبدالناصر.
    ************************
    الرئيس جمال عبد الناصر يقدم مشروع الميثاق الوطني.
    الرئيس فى المؤتمر الوطنى للقوى الشعبية -جامعة القاهرة -21-5-1962م.

    https://m.youtube.com/watch?v=YhTsCI3EqpE

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *