الرئيسية / أخــبار / هوامش على زيارة قيادي في حركة الجهاد الفلسطيني لمصر – محمد عبد الحكم دياب

هوامش على زيارة قيادي في حركة الجهاد الفلسطيني لمصر – محمد عبد الحكم دياب

2609968340

الصورة  في العام 1966 أحمد الشقيري على المنصة أمام عرض عسكري لقوات عين جالوت جيش التحرير الفلسطيني في قطاع غزة. والهتاف الدائم لكتائب عين جالوت : عودة عودة عودة

 

Jul 21, 2018

 

نشرت «القدس العربي» السبت الماضي تصريحا لنائب الأمين العام لـ«حركة الجهاد الإسلامي» الفلسطيني زياد النخالة؛ بعد زيارة سريعة لمصر؛ جاء فيه أنه «لمس اهتماما كبيرا من الجانب المصري وإرادة حقيقية لإنهاء الانقسام الفلسطيني، وأن مسؤولي المخابرات العامة أكدوا أنه لا علاقة للقاهرة بما يدور الحديث عنه في الإعلام حول صفقة القرن».. وكان الوفد الفلسطيني قد زار مصر لثلاثة أيام بدعوة من اللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة لاستطلاع الرأي حول سبل التوصل لاتفاق فلسطيني شامل يتجاوز الأوضاع الراهنة، ويواجه المخططات الموجهة ضد القضية الفلسطينية، وتضمن التصريح النقاط التي نوقشت، وهي:

ـ الوحدة الفلسطينية على أساس حشد كافة القوى المشاركة في صناعة القرار الفلسطيني.

ـ حق المقاومة المشروع طالما بقي الاحتلال.

ـ الموقف من العقوبات المفروضة على غزة.

ـ التعرض للمشروع السياسي ومشاركة كل القوى السياسية الفلسطينية في إعداده وصياغته.

وطلب وفد «حركة الجهاد الإسلامي» (الفلسطيني) من مصر أن «تكون شريكا للشعب الفلسطيني وليس وسيطا». وأبدى المسؤولون المصريون استعدادهم للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني من أجل تحقيق طموحاته المشروعة، حسب التصريح. وأكدوا للوفد أن كل ما يدور عن «صفقة القرن أوهام»، وما يدور من حديث حول الصفقة في الإعلام «لا علم لمصر به»!!.

وجاء في التصريح أن الجانب المصري شدد على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، «ولا يمكن استبدال ذلك بأي حلول أخرى». وأكد على أن «المعبر (رفح) سيبقى مفتوحا، ولن يغلق بأي حال من الأحوال» لقناعة مصر بأنها لن تقبل استمرار الحصار!!، ووعد بَتقديم التسهيلات اللازمة لتسهيل الحياة على سكان القطاع، وتحسين وزيادة كميات الكهرباء المقدمة للسكان، بالإضافة للحاجات الإنسانية الأخرى، حسب ما ورد على لسان نخالة.

هذا كلام مهم لا يمر مرور الكرام في ظروف علاقة رسمية مصرية فلسطينية مختلة، ومخاطر تتعرض لها المنطقة بشكل غير مسبوق؛ خاصة على المحور الفلسطيني السوري المصري. وهذا كلام يقتضي الترحيب القلق، وانتظار ترجمته العملية التي تؤكده، وعلى المستوى النظري المبدئي؛ بعيدا عن لغة الاستهلاك يُعد «إنقلابا إيجابيا»، إذا صح التعبير؛ أمام خطاب مرتبك ومتهافت يسيطر على المجال الرسمي المصري، واستمراره في «شيطِنة» ثورة يناير 2011، وانطلاقا من قناعة بصواب المثل الشعبي الفلسطيني؛ «لو بِدِّها تشتي لَغَيَّمَت» أي إذا كانت السماء مهيأة للمطر سبقتها الغيوم الدالة على قدومه، ومع ذلك فالتروي مطلوب إنتظارا لقرارات والإجراءات المصححة لخلل المعادلات السياسية المصرية الفلسطينية.. ولنتعلق بالنوايا فلعل وعسى أن تصدق هذه المرة..

وعلى المستوى الشخصي أذكر أثر الاحتكاك والتعارف الذي أتاحه «المؤتمر القومي الإسلامي» و«المؤتمر القومي العربي» بين القوميين والوحدويين العرب و«حركة الجهاد الإسلامي» الفلسطيني، وعايشتها قبل أن تمنعني ظروفي الصحية من الاستمرار في السنوات الخمس الأخيرة. وأفاد الاحتكاك كل أطرافه العروبية والوحدوية والإسلامية. واستقامة المنطق تستلزم تصحيح سبل التعامل مع القضية الفلسطينية، وتجاوز قصرها على النظرة الأمنية، المقترنة بالشغب والفوضى والعنف والإجرام، وهي نظرة غالبة على عديد من عناصر المخابرات وأجهزة الأمن الأخرى، وقربت فلسفة الأمن العربي بنقيضه الصهيوني، وأضحيا سواء بسواء..

وفهمنا لعمل «المخابرات العامة» أنه يوفر أقصى التفاصيل وأدق المعلومات والحقائق وأكثرها مصداقية أمام المسؤول عن صياغة القرار الاستراتيجي والسياسي والعسكري. وهذا فهم يعطي كل ذي حق حقه، ولا ينقص من قدر «المخابرات العامة» أو أي جهاز رقابي أو أمني آخر.. وكم نجحت في اختراق صفوف الأعداء في خمسينيات وستينيات وقدر من سبعينيات القرن الماضي؛ واعتلت مكانة سامقة إبان صعود المد التحرري القومي والثوري في ربوع «القارة العربية» المترامية الأطراف.

مثلت «حرب التحرير الجزائرية» حافزا على إمكانية تحقيق نصر قادم في فلسطين، وذلك دفع إلى إنشاء «منظمة التحرير الفلسطينية»، وتأسيس «جيش التحرير الفلسطيني» سنة 1964. وأمام التجريف والقحط التاريخي والثقافي الذي تتعرض له الأجيال الجديدة المظلومة، أجد لزاما المرور بسرعة على مسيرة «جيش التحرير الفلسطيني»، الذي تأسس رسمياً في أيلول/سبتمبر 1964، وتشكل من ثلاثة ألوية عسكرية من المشاة والصاعقة في مصر وقطاع غزة؛ عُرِفت بـ«قوات عين جالوت»، وفي سوريا تشكلت عدة لواءات باسم «قوات حطين»، واحتضن العراق «قوات القادسية»، واختيرت القاهرة مقرا للقيادة العامة لذلك الجيش حتى عام 1971.

وفي حدود معرفتي ما زالت هناك قوات عسكرية في سوريا؛ ثلاثة ألوية مشاة وصاعقة؛ تضم «قوات حطين، والقادسية، وأجنادين»، وتسندها كتائب مدفعية ودبابات وقوات خاصة، ولاجئو فلسطين في سوريا يخضعون للتجنيد في صفوف هذا «الجيش الفلسطيني»، الذي أضيفت إليه كتيبة «مصعب بن عمير»، وبدأت بشباب المخيمات الفلسطينية في لبنان في سبعينيات القرن الماضي، وكانت في حدود 25 ألف مقاتل، بجانب أن الأردن يستضيف تشكيل رمزي من المتطوعين بعد عام 1971، وحمل اسم كتيبة «زيد بن حارثة»، وتغير عام 1980 إلى «قوات بدر».

ولعب «جيش التحرير الفلسطيني» دورا مهما في إسناد المقاومة، واستمر جناحا عسكريا لـ«منظمة التحرير»، وأبلى بلاء حسنا في معارك الكرامة بالأردن، وحصار بيروت، وتصدى للميليشيات الانعزالية اللبنانية وقاوم تحالفها مع الغزاة الصهاينة، وكان له دور فاعل في معارك 1967 وحرب 1973 على جبهات الجولان وسيناء، وخاض معارك عدة ضد الجيش الصهيوني، وشارك في الإنزال الجوي على جبهة الجولان. وكانت أطول فترات خدمته الميدانية في الأردن ولبنان حتى عام 2000. ولم يسلم من انشقاقات؛ أخطرها ببيروت عام 1976، وآخر بطرابلس عام 1983 وانتهيا بعفو عام؛ أعاد المنشقين إلى صفوفه. وكانت حقبة صعبة ودقيقة، وعامرة بالأمل والنصر، وكانت محصنة ضد السكون والتسليم، وتحمل رجالها مسؤوليات جسام، وتركوا السكون والتسليم لأربابه الرسميين و«النخبويين».

واعْتُبِرت «حرب التحرير الجزائرية» ( (1954 ـ 1962بيانا عمليا ومحاكاة تطبيقية لمعارك تحرير فلسطين، ومن يطلب المزيد، فعليه بوقائع المعارك والثورات العربية، بدءا بثورة عمر المختار ضد الاستيطان الإيطالي في 1911، وشمولها المغرب العربي ومصر والشام والعراق؛ من بداية القرن العشرين؛ ثورة 1919 في مصر، والعشرين في العراق والشام، وانتفاضة 1935 المصرية، وثورة 1936 الفلسطينية، والثورات والمعارك العربية الصهيونية؛ أعوام 1948 في فلسطين، و1956 العدوان الثلاثي على مصر، ومعركة الوحدة المصرية السورية وثورة العراق 1957/ 1958، وانفصال عام 1961 وثورة اليمن 1962، وانتظام الانعقاد السنوي لمؤتمرات القمة العربية؛ بداية بالمؤتمر الأول؛ القاهرة يناير 1964.. والثاني؛ بالإسكندرية في سبتمبر من نفس العام، ووقوع الحرب الصهيونية العربية الثالثة ضد فلسطين ومصر وسوريا والأردن في 1967، وحرب 1973 لإزالة آثار تلك الحرب، المجهضة، التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه.

عن admin

شاهد أيضاً

تحميل كتاب : دراسة مقارنة الوحدة الألمانية و الوحدة المصرية السورية 1958_ بقلم : دكتور صفوت حاتم

بقلم : دكتور صفوت حاتم 1– في فبراير عام 2008 ..  أقيمت في القاهرة ” …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *