الرئيسية / حوارات ناصرية / الزعيم «جمال عبدالناصر».. والتعليم المصرى

الزعيم «جمال عبدالناصر».. والتعليم المصرى

 dcdd8375c3bbaf64dd6f08324b0e882c

طارق نور الدين

سنوات عديدة مرت تغير فيها وضع التعليم فى مصر، وأن كل ما فعله الرئيس الراحل فى مجال التعليم لم يعد موجوداً،  فان مجانية التعليم الموجودة حالياً فى المدارس الحكومية تعتبر موقوفة، فهى لم تعد تقدم للطلبة أنشطة أو خدمات تدفعهم إلى الذهاب إليها، فى حين أن مجانية التعليم التى أقرها «عبدالناصر» كانت تقوم على تقديم تعليم عالى الجودة للطلاب فى مختلف المراحل التعليمية دون تفرقة بينهم.

فى السنوات الأخيرة ظهر ما يسمى بالتعليم الموازى للتعليم الحكومى، حيث أنشأت العديد من المدارس الخاصة، بجانب أن الطلبة والمعلمين يعتمدون بشكل أساسى على الدروس الخصوصية، وفقدت المدارس الحكومية هيبتها نظراً لكثافة الفصول بالطلبة وعدم الاهتمام بما يحفزهم على الالتزام بالحضور فيها، وتحول التعليم إلى سلعة حتى وصلنا لمرحلة من لا يملك لا يتعلم.

عبدالناصر ألغى مسمى وزارة المعارف، وأطلق عليها وزارة التربية والتعليم، لإدراكه أهمية التربية فى تأسيس الأجيال المقبلة، وكان لإدخال عنصر التربية فى الوزارة صدى كبير، حيث شهدت المدارس فى مختلف المحافظات ألواناً عديدة من الأنشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية وكانت المدرسة فى ذلك الوقت تحل محل الأسرة، لكن الوضع حالياً اختلف بنسبة 100% عن أيام «عبدالناصر»، إذ افتقدت المدارس الدور الأساسى لها، حتى الإصلاح القائم على المدرسة والذى اعتمد عليه عبدالناصر طوال عهده فقد دوره وذلك يعد أحد أسباب الظواهر السلبية التى انتشرت مؤخراً بين الطلبة فى المدارس.

عبدالناصر اهتم كثيراً بمشروع محو الأمية الذى كان من المخطط أنه سيمحو أمية مصر خلال 3 سنوات، لكن أتت الرياح بما لا تشتهى السفن، فبعد وفاته، ومضاعفة عدد السكان أصبحت الأمية خطراً يهدد المجتمع، ولم يستطع المسئولون من بعده القضاء عليها، حتى المبادرات والبرامج التى وضعت ضمن برامج الخطة الاستراتيجية للتعليم قبل الجامعى فى 2014 والتى كان من المفترض أننا سنجنى ثمارها بعد 3 سنوات، توقفت وأصبحت حبيسة الأدراج.

أن ما يحدث فى التعليم الآن عكس ما فعله «عبدالناصر» فى جميع المراحل، إذ اهتم بالتعليم الابتدائى وأضاف له سنة أخرى لأهميته، إضافة إلى أنه قام بعمل ما يسمى بالتعليم المتخصص، ففى المناطق الريفية خصص حصتين لمادة الزراعة، بحيث إن الطالب بمجرد أن ينهى المرحلة الابتدائية أو الإعدادية يستطيع العمل فى مجال الزراعة، لكن حالياً قد ينهى الطالب المرحلة الابتدائية ولا يعرف الكتابة والقراءة، فمنذ نحو عامين قامت الوزارة بعمل اختبار لقياس مستوى القراءة والكتابة، لكن نتائجه كان صادمة بالنسبة لهم إذ فوجئوا بأن أكثر من مليون طالب لا يجيد الكتابة والقراءة رغم التطور التكنولوجى، ولذلك تعتبر المقارنة بين التعليم حالياً والتعليم فى عهد عبدالناصر ظالمة.

عبدالناصر بحكم علاقاته الجيدة بزعماء العرب فى ذلك الوقت، كان يعتمد على إرسال بعثات خارجية، سواء فى مرحلة التعليم الجامعى أو قبل الجامعى، ووضع برنامج لإرسال المبعوثين فى بعثات صيفية وأخرى طويلة لكافة أنحاء العالم، لكن بعد عهده وحتى أوائل التسعينات انخفض معدل إرسال مبعوثين، ثم انتعشت إلى حد ما فى عهد حسين كامل بهاء الدين وزير التربية والتعليم الأسبق، وبعدها توقفت تماماً لعدة سنوات حتى أعادها مرة أخرى الدكتور محمود أبوالنصر، وزير التعليم الأسبق، ثم توقفت نهائياً رغم أهميتها فى نقل ثقافات أخرى لبلدنا.

عن admin

شاهد أيضاً

ذات يوم 5 أغسطس 1970.. القاهرة ترفض الرد على احتجاج بغداد حول إذاعة ونشر رد «عبدالناصر» على خطاب الرئيس العراقى أحمد حسن البكر

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 5 أغسطس 1970.. القاهرة ترفض الرد على احتجاج بغداد حول …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *