الرئيسية / تقارير وملفات / سر الانقلاب العسكري في إسرائيل عشية حرب يونيو 67؟

سر الانقلاب العسكري في إسرائيل عشية حرب يونيو 67؟

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص أو أكثر‏‏

بقلم : مجدي منصور *

*خريج معهد إعداد الكادر الناصري

في شهر يونيو من كل عام تحتفل الصحافة الخليجية بالهزيمة الناصرية!  كما يحلو لهم تسميتها أمام إسرائيل، وعلى الرغم من أن ذلك خطأ في الحسابات والتقديرات، وتجاهل للحقائق والاستراتيجيات، ودليل واضح على اتجاه الولاءات وفضح للنوايا والمشروعات، فإن احتفالات الصحافة الخليجية هذا العام شددت على أن جوهر الهزيمة في يونيو (حزيران) 1967 كان بسبب خضوع القيادة السياسية (جمال عبد الناصر) للأهواء العسكرية (عبد الحكيم عامر) غير المسئولة. ومن هنا فإني أردت التوضيح لهم ولغيرهم كيف كانت الصورة في إسرائيل الديمقراطية! عشية الحرب التي يحتفل بها كل طويل العمر في خليجنا العربي!

يتبقى لي قبل أن أبلغ العتبات المقدسة للموضوع ثلاث ملاحظات:

  1. كنتُ نشرت على صفحات ساسة منذ ثمانية شهور مقال عن نفس الموضوع  بعنوان (قصة مثيرة) من حرب يونيو 1967 تناولت فيه ملمح من حرب يونيو، واليوم أتناول ملمحًا آخر، وأعرف أن الموضوع طويل، ولقد حاولت جهدي اختصاره، ولم أستطع أكثر من ذلك، وذلك اعتذار أسوقه للقارىء الكريم راجيًا قبوله.
  2. مراجع الحديث عن الحروب العربية الإسرائيلية كثيرة، ولكنها تُعبر عن أوهام أكثر مما تُعطي من حقائق مؤكدة ومعلومات موثقة، والأمثلة كثيرة بدون حاجة لسرد عناوين! ولعل أهم المراجع الأجنبية كانت دراسة الدكتور مايكل بريشر عن صناعة القرار الإسرائيلي؛ لأنه اطلع على الوثائق الإسرائيلية بإذن من الحكومة، والمرجع الثاني والثالث هما للراحل العظيم الأستاذ محمد حسنين هيكل (الانفجار1967)، و(سياحة صيف في الوثائق الإسرائيلية)، بالإضافة إلى مرجع لم ينتبه له كثيرون رغم أهميته، وهو تقرير لجنة أجرنات عن حرب أكتوبر 1973 الذي أفرجت عنه الحكومة الإسرائيلية أخيرًا، وقام على تجميعه د.إبراهيم بحراوي.
  3. إن مراجع المعلومات في مقالي البحثي سترد إما في صُلب المقال، أو في نهايته كما أفعل دائمًا.

(1) مشهد البداية.. تقرير ديان

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏جلوس‏ و‏منظر داخلي‏‏‏‏

يمكن القول باطمئنان أن استراتيجية حرب يونيو (حزيران) 1967، وُضعَت بعد فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها في عدوان 1956، وكان ديان قد رفع مذكرة استراتيجية متأنية بعد انتهاء عدوان السويس لبن جوريون قال فيها نصًا:

  • إن الحل الكامل الضروري لمشكلة إسرائيل الأمنية يتطلب إسقاط نظام عبد الناصر في مصر. وهناك أساليب عدة يمكن بها مواجهة التطورات الأخيرة، وإذا أريد تأجيل تنفيذ الحل الكامل في الوقت الحاضر انتظارًا لظروف معينة، فإنه لا بد أن يكون مستقرًا لدى الجميع أنه يستحيل أن يكون هناك حل نهائي دون إسقاط ناصر من السُلطة، فهذا وحده ما ينزع جذور وأسباب الخطر الذى يتهدد إسرائيل.
  • إذا كان من المطلوب إسقاط نظام ناصر فإنه من الضروري، ولتحقيق هذه المهمة السعي إلى مواجهة حاسمة مع المصريين في وقت قريب، أقرب وقت ممكن، وإلا فإن التكاليف الأمنية قد تصبح عالية بالنسبة لهذا البلد (إسرائيل)؛ لأننا إذا انتظرنا حتى يتم استيعاب الأسلحة السوفيتية لمصر، فإن أية عمليات إسرائيلية ضد مصر سوف تكون غالية الثمن.
  • إن الحكومة في إسرائيل مطالبة بأن تسعى للحصول على مدد إضافي كبير من الأسلحة المتطورة وذخائرها قبل أي تاريخ يُحدد للمواجهة، وعلى أية حال فإنه لا يجب ربط الأمرين لزامًا في التوقيت (أي المواجهة الحاسمة مع مصر والحصول على مدد جديد من الأسلحة المتطورة).
  • إن هذا المفهوم يختلف عن المفهوم الذى ينادى بحرب وقائية ضد مصر؛ لأن الحرب الوقائية قد تبدو حربًا عدوانية تشُنها إسرائيل مباشرة، والدولة لا تستطيع أن تواجه العالم من موقف المعتدي.
  • إن إسرائيل لا تحتاج إلى أية خطط لاستفزاز مصر؛ لأن حكومة مصر نفسها كفيلة بعنادها ورفضها للحلول الوسط دائمًا أن تقدم أسبابًا للإستفزاز تستغلها إسرائيل. أي أن على إسرائيل أن تكون متيقظة؛ لأن تكون المفجر عندما تنشب أية أزمة حتى تستطيع الإمساك بها وتحويلها إلى فرصة قابلة للتفجير إذا رؤي بأفضلية ذلك، وهكذا فإن التوصية التي تتقدم بها هيئة الأركان هي التنبه بطريقة واعية لأي استفزاز مصري، والإمساك به وتكبيره بحيث تكون الفرص مفتوحة أمام صانع القرار الإسرائيلي يستغل منها ما يشاء في التوقيت الملائم له!

وهذا ما فعلته إسرائيل بالفعل. فقد وضعت اسقاط النظام المصري الناصري أمام عينيها وراحت تكتشف الطرق لذلك. فمنذ انتهاء حرب السويس 1956 وإسرائيل في حرب استنزاف للقدرة المصرية دائمًا في كل المجالات سياسية واقتصادية وعلمية وعسكرية.

إن إسرائيل استطاعت الحصول على مدد من السلاح لا ينتهى بالاتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية، وخصوصًا في عهد الرئيس الأمريكي ليندون جونسون الذي كان متضايقًا من سياسات مصر الناصرية، وقال عنها: إن أيام لورانس لم يكن العرب يجيئون بعلماء المان ليصنعوا صواريخ، ولا كانوا يشيدون مفاعلات ذرية، وكان يكره الزعيم جمال عبد الناصر ويقول عنه: إنه يُشبه الديك الرومي الذي يمشي مُختالًا بنفسه في المنطقة.

ثم إنها قامت بالإمساك بفرصة (نجدة مصر لسوريا من التهديدات الإسرائيلية)، وحولتها لمفجر كما قال ديان في توصيته لبن جوريون. أي أن دمشق كانت هي الطُعم الذي ألقته إسرائيل في بحيرة طبرية لتصطاد عبد الناصر في القاهرة!

(2) رئيس وزراء مدني تحت الحصار العسكري!

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص أو أكثر‏‏

إن ليفي أشكول كان أكبر أعضاء الفريق الوزاري (رئيس الوزراء) سنًا، وهو في ذلك الوقت في الثالثة والسبعين من عمره، وهو المدني الوحيد، رغم أنه يجمع بين منصبي (رئيس الوزراء ووزير الدفاع)، وكذلك كان مزاجه أبعد ما يكون بحكم التكوين عن مزاج الآخرين من الجنرالات، فقد قضى معظم حياته العملية في الوكالة اليهودية (قسم الهجرة)، ثم اختير مسئولًا قياديًا في الهستدروت (اتحاد نقابات عمال إسرائيل)، ثم عُين وزيرًا للمالية في الوزارات المتعاقبة التي شكلها دافيد بن جوريون.

وعندما سقط بن جوريون، وخرج مع أقلية صغيرة من أنصاره ليكون حزب رافي، أصبح ليفي أشكول رئيسًا للوزراء. وكان مزاج ليفي أشكول نتيجة لهذا التكوين مزاج حلول وسط ومزاج حساب أرقام. وبالتالي فإنه كان بعيدًا كل البعد عن بقية دائرة صناعة القرار التي شاءت له الظروف أن يكون على رأسها. وكان مصدر قوته الفعلي أمام الباقين، سواء من السياسيين أو العسكريين، أنه هو الذى توصل إلى الاتفاق السري الهام مع الرئيس الأمريكي ليندون جونسون، والذي بمقتضاه تُصبح إسرائيل ضابطًا لأمور الشرق الأوسط في فترة انشغال الرئيس الأمريكي بحرب (فيتنام).

وعندما قامت مصر بإغلاق مضيق تيران اتصل رابين بأشكول، وأيقظه من النوم في الساعة الرابعة والنصف من فجر يوم الثلاثاء 22 مايو (أيار) ليبلغه بأن ما كان متوقعًا قد حدث، وأن ناصر قد أعلن إغلاق خليج العقبة أمام الملاحة الإسرائيلية. وفي الخامسة صباحًا كان أشكول مجتمعًا بعدد من الجنرالات يتقدمهم رابين، وكان هؤلاء الضباط الآن يطلبون تشكيل وزارة قومية تضم أحزاب المعارضة جميعًا؛ لأن قرار الحرب يتطلب إجماعًا كاملًا من كل القوى السياسية. وكان التردد باديًا على أشكول، وقد أبدى للعسكريين أنه لا يستطيع أن يُقدِم على هذه الخطوة قبل التشاور مع قيادات حزبه (حزب الماباى)؛ لأن الدعوة يجب أن تصدر من سكرتارية الحزب ورئيستها في ذلك الوقت جولدا مائير.

والغريب أن العسكريين قاموا هُم بالاتصال بجولدا مائير آخذين بذلك زمام المبادرة حتى في الأمور الحزبية. وعندما تأكدوا من موافقة جولدا مائير قامت عدة طائرات عسكرية (هليكوبتر) بنقل قيادات أحزاب المعارضة من حيث كانوا في كافة أنحاء إسرائيل إلى تل أبيب ليحضروا اجتماعًا سياسيًا شاملًا للوزارة والمعارضة في مكتب ليفي أشكول.

وفي الساعة التاسعة صباحًا كانت كل قيادات إسرائيل في قاعة واحدة ومعهم الجنرال رابين (رئيس الأركان)، والجنرال وايزمان (مدير العمليات)، والجنرال ياريف (مدير المخابرات العسكرية أمان). ولم يكن الاجتماع يبدأ حتى كان مناحم بيجن الذى لم يكن يؤمن كثيرًا بالكفاءات القيادية لأشكول في ظروف أزمة، يوجه سؤالًا مباشرًا إلى شيمون بيريز (تلميذ بن جوريون النجيب) يقول فيه: هل يوافق بن جوريون ويقدر في سنه الحالية على العمل كرئيس لوزارة وحدة وطنية؟

ورد بيريز: بأن بن جوريون يقدر على المسئولية بالتأكيد، ولكنه بالتأكيد سوف تكون له في هذه الحالة شروط. وكان هذا الحوار طعنة خنجر مسموم أحس بها أشكول (كما روى في مذكراته).

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏12‏ شخصًا‏، و‏‏‏أشخاص يجلسون‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏‏

وبعدها قام رابين باستعراض الاحتمالات العسكرية فقال: إن هناك خيار عملية محدودة يتم بها احتلال شرم الشيخ وفك الحصار وتبدو للعالم ردًا مباشرًا ومحددًا على خطوة ناصر بإغلاق الخليج. لكن القيادة العسكرية ترى أن مثل هذا التصرف خطأ عسكري وسياسي. ثم أضاف رابين: إن هناك خيارًا آخر وهو تدمير السلاح الجوي المصري بضربة شاملة واحتلال قطاع غزة، ثم الانتظار بعد ذلك، ولكن هذا أيضًا عمل ناقص من وجهة نظر سياسية وعسكرية. ثم وصل رابين إلى الخيار الثالث، وهو: الحرب الشاملة.

وعند هذا الحد من المناقشة قال أبا ايبان (وزير الخارجية): إن هناك نقطتين رئيستين لا بد من استجلائهما قبل أن تذهب المناقشة إلى بعيد، وهما:

  • التثبت من الموقف الأمريكي، وأنه مهما كانت الثقة في الموقف الأمريكي، والثقة متوافرة، فلا بد والأمور تصل إلى غاياتها من عملية تأكيد وتحديد.
  • حساب موقف الاتحاد السوفيتي بدقة، لأن الاتحاد السوفيتي سوف يشعر بأن مسئوليته كاملة باعتباره المصدر الذي أكد لعبد الناصر بوجود حشود إسرائيلية ضد سوريا، وبالتالي فإن شعور الاتحاد السوفيتي بأنه من عناصر التسبب في الأزمة قد لا يسمح له بالوقوف متفرجًا على مضاعفاتها، وكان رأي أبا إيبان أن التدقيق في حساب الموقف السوفيتي ينطوي على شقين: شق يتعلق بردود فعل الاتحاد السوفيتي نفسه، وشق آخر يتعلق باستعداد الولايات المتحدة برد الفعل الثاني تجاه الفعل السوفيتي.

وأثناء الاجتماع تلقى إيبان برقية من السفار الإسرائيلية في واشنطن جاء فيها أن مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي جونسون اتصل بالوزير المفوض إيفرون (وهو حلقة الاتصال بين المخابرات الإسرائيلية وبين الحكومة الخفية في الولايات المتحدة) وأبلغه أن الرئيس جونسون يطلب من إسرائيل أن لا تقوم بأي عمل عسكري خلال الثماني والأربعين ساعة القادمة حتى تُعطيه الفرصة لإتمام اتصالات يجريها الآن مع رئيس الوزراء السوفيتي أليكسى كوسيجن، كما أن هذه الفرصة تلزمه أيضًا لإعداد الكونجرس والرأي العام الأمريكي للتطورات المحتملة للأزمة.

واستغل إيبان هذه البرقية لكى يعزز وجهة نظره ذاكرًا أربعة أسباب تؤيد قبول تاجيل لأي عمل عسكري للمدة التي طلبها جونسون وقد عدها على النحو التالي:

  1. ضمان تدفق إمداد السلاح على إسرائيل تحت كل الظروف.
  2. ضمان أن يفي كل أصدقاء إسرائيل بالوعود التي قطعوها على أنفسهم.
  3. تحقيق تعبئة معارضة دولية ضد عبد الناصر.
  4. تمكين إسرائيل من الاحتفاظ بثمار النصر وحتى لا تفقد شيئًا دون إرادتها (كما حدث سنة 1956).

وكان الإلحاح من الجنرالات يتزايد من أجل البدأ في العمل ضد ناصر، وكانت الضغوط من السياسيين من أجل عودة بن جوريون تكبرُ وتتثاقل. خصوصًا عندما بدأ شبح بن جوريون يُطِل على الآزمة من بعيد حينما جاء شيمون بيريز بعد مقابلة مع بن جوريون في مستعمرة سد بوكر بالنقب، ينقل عنه أنه مستعد لتولى رئاسة الوزارة، فإذا كان في ذلك إحراج لأشكول فإن بن جوريون على استعداد لتأييد تولي موشى ديان لرئاسة الوزارة، فهو يثق فيه، وكذلك يثق فيه جيش الدفاع الإسرائيلي. وقبل منتصف الليل ازدادت المشاعر حدة حينما عُرف أن بن جوريون ترك المستعمرة التي كان يقيم فيها وجاء إلى تل أبيب ليكون بقرب المشاورات السياسية الدائرة.

ووجد أشكول أن الوحى المنقول عن بن جوريون قد بدأ يسرى بأن بن جوريون يرشح ديان لرئاسة الوزراء. ولم تكن تلك نهاية هموم أشكول في ذلك اليوم، فقد جاءه الجنرال عزرا وايزمان (مدير العمليات لجيش الإسرائيلي) والذى كان قائمًا بأعمال رئيس الأركان في غياب رابين، ليعرض عليه بعض التقارير العسكرية الهامة بوصفه رئيس الوزراء ووزير الدفاع في نفس الوقت. وفوجئ أشكول بوايزمان يقول له قبل أن يفتح ملفاته:

إننى في دهشة من أمرك، فتحت تصرفك أقوى جيش يهودي تجمع منذ أيام داود، وهو لا ينتظر إلا إشارة منك، ومع ذلك فأنت تترد حتى الآن في إعطائها له. إن أمامك فرصة لتصبح داود آخر في التاريخ اليهودي، والغريب أنك تعرض عن الفرصة وكأنها لا تعنيك.

وفقد أشكول أعصابه وهو يقول لوايزمان:

إننى مذهول لأن الجنرالات عاجزون تمامًا عن رؤية مقتضيات السياسة، وأن أي عمل إسرائيلي لا يمكن نجاحه العسكري والسياسي وتحقيق نتائجه والاحتفاظ بها إلا بإشراك الولايات المتحدة والرئيس جونسون شخصيًا. وما يروعه هو أن الجنرالات ليسوا على استعداد لانتظار ساعات كي يحققوا حلم عمرهم الطويل.

وهز وايزمان كتفيه وراح يفتح ملفاته ويعرض على أشكول ما جاء لعرضه عليه.

حتى مساء يوم السبت 27 مايو 1967 كان ليفي أشكول يتصور أنه يستطيع أن يقود العمل السياسي في إسرائيل بوصفه رئيسًا للوزراء، ويستطيع كذلك أن يقود العمل العسكري بوصفه وزيرًا للدفاع. وفي اجتماع لمجلس الوزراء في نفس اليوم قال أشكول: إن السفير الإسرائيلي في واشنطن أرسل تقريرًا يقول فيه أنه سمع من الرئيس جونسون مباشرة أنه يريد أن يستوثق من معلومات بلغته مؤداها أن الاتحاد السوفيتي سوف يقدم المعونة لأية دولة عربية تتعرض لهجوم عسكري.

وأضاف أشكول إن هذه النقطة جديرة بأن توضع في الاهتمام، خصوصًا وأنه يتذكر أن الرئيس جونسون قال له في لقاء سابق بينهما: إننا سوف ننفذ ما وعدناكم به أيًا كان، ولكن علينا أن ننسق خطواتنا بحيث لا نترك وراءنا ثغرة. وكان معنى كلام أشكول بناء على التقرير القادم من واشنطن أن البيت الأبيض يطلب فسحة من الوقت، وأن الإشارة حتى هذه اللحظة هي حمراء توقف السير.

ثم تلقى أشكول أثناء جلسة الوزارة تقرير معلومات عن لقاء تم بين دافيد بن جوريون ومناحم بيجن، اتفق فيه الاثنان معًا على مطالبة أشكول بتعيين ديان وزيرًا للدفاع. وكان لقاء بن جوريون وبيجن نذير شؤم لأشكول لأن معناه أن اثنين من القادة التاريخيين لإسرائيل قد تصالحا بعد خصام وقطيعة دامت 10 سنوات، وكان صلحهم على حد قوله (فوق جثته)!

(3) ثورة العسكريين على المدني المسكين!

ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

وبعد انتهاء الجلسة اتصل به رابين (رئيس الأركان) يسأله عن القرار النهائي الذى اتخذته الحكومة، وراح أشكول يشرح له تفاصيل مناقشات مجلس الوزراء، ولم يكن رابين مستعدًا لسماع شيء. وقال رابين لأشكول: إن جيش الدفاع يُريد قرارًا واضحًا، ولا يريد في هذه اللحظات مجرد وجهات نظر. ورد أشكول على رابين: أن العسكريين يجب أن يفهموا ظروف القرار السياسي ودوافعه، وأنا اطلب منك أن تشرحها لهم.

وكان رد رابين على أشكول طبقًا لمذكراته: إنك وزير الدفاع، والمفروض أنك الجهة المكلفة بإبلاغهم قرارات السلطة السياسية، واقتراحي عليك أن تقوم أنت بإبلاغهم ما تشاء. ووقع أشكول في الفخ الذى نصبه له رابين، وقال له: إنه سوف يكون مستعدًا للاجتماع بالجنرالات في ظرف نصف ساعة.

ولم يكن منظر 11 جنرالًا وهم يدخلون إلى مكتب رئيس الوزراء منظرًا مطمئنًا، فقد كانت ملامحهم جميعًا مقطبة وبوادر التحفز ظاهرة على قسمات وجوهم العابسة. وأراد أشكول أن يتبسط مع الجنرالات وأن يجردهم من سلاح الغضب قبل أن يبدأ في حديثه معهم، فقال لهم أنتم تعرفون بالطبع أنكم تمثلون أمل إسرائيل في هذه الساعات، وأنا أريدكم أن تتحدثوا معي بصراحة كما لو كنتم غير عسكريين. وهُنا انفتحت أبواب الجحيم. فقد كان أول المتكلمين هو الجنرال وايزمان (رئيس هيئة العمليات).

ولم ينتظر وايزمان حتى رد على أشكول قائلًا: إن السياسة التي تتبعونها مجلبة للكوارث، وهذا هو رأينا باختصار.

ورد أشكول: أظن أنه كان يجب أن أبدأ أنا أولًا بشرح الموقف لكم.

ورد وايزمان: إن حقائق الموقف معروفة حتى في مقاهي شارع ديزنجوف (شارع المقاهي في تل أبيب) ولا يستطيع أحد أن يضيف إليها شيئًا. والحقيقة الظاهرة لكافة الناس في الجيش وخارجه هي أن إسرائيل تواجه أخطر أزماتها وقيادة العمل السياسي فيها موكولة إلى أضعف فريق عرفته إسرائيل، والحقيقة المؤكدة أن هناك عجزًا كاملًا عن اتخاذ قرار.

ورد أشكول: بأن هذا القول ليس دقيقًا، لأن هناك قرارًا بالفعل قد اتُخذ، والمسألة كلها مسألة ساعات، وأعضاء الوزارة يعرفون أنهم جميعًا مدعوون في أية لحظة لإصدار الأمر.

وقاطعه وايزمان قائلًا: إن هناك عشرات الألوف ينتظرون في الخنادق، وهم لا يطلبون إلا صدور الأمر، والأمر لا يصدر. وإسرائيل وهُم معها لا يفهمون لماذا لا يصدُر الأمر.

ودخل بقية الجنرالات بعد ذلك في مباراة لتقريع رئيس الوزراء، ووصل التقريع إلى درجة الإهانة. وحين حاول أشكول أن يحتج قام وايزمان بحركة مسرحية ألهبت مشاعر زملائه. فقد هب واقفًا من مقعده وخلع وسامًا كان معلقًا على صدر سترته العسكرية وألقاه على مكتب أشكول قائلًا: إنه لا يعتقد أنه أو غيره يحق لهم الاحتفاظ بأي وسام إذا كان العجز عن العمل هو ردهم على الخطر.

وامتقع وجه أشكول وحاول تخفيف حدة التوتر المفاجئ الذي ضاعف من حدة اللقاء، ولكن بقية الجنرالات لم يتركوا لأحد فرصة؛ فقد كانوا جميعًا متضامنين مع وايزمان. وتدخل رابين فقال:

إنه لا يستطيع أن يضمن السيطرة على القوات إذا ما تأخر صدور الأمر لها ببدء القتال. وهو يضع الحقيقة كرئيس لأركان الحرب أمام السُلطة السياسية لكي تأخذها في اعتبارها وهي تتخذ قرارها النهائي.

ولم يسكت أرئيل شارون وإنما قال وكل عضلات وجهة تنفر بالثورة:

إننى لا أستطيع أن أسيطر على نفسي فضلًا عن سيطرتي على قواتي، وإذا لم أتلقَ أمرًا بالتحرك فإنني سوف أعتبر نفسى في حِل من التصرف ومسئولًا أمام التاريخ اليهودي وحده

وكان طلب الجنرالات هو عودة بن جوريون ليرأس الوزارة بدلًا عن أشكول، وكذلك أن يعود موشى ديان من صفوف الجنرالات بالمعاش إلى الخدمة العاملة ليُمسك وزارة الدفاع بدلًا عن أشكول!

وقد رفض أشكول هذه المطالب كلها واعتبرها عُدوانًا من العسكريين على السلطة المدنية المنتخبة في دولة إسرائيل الديمقراطية. كما أن جولدا مائير رئيسة الحزب رفضتها وكانت علاقاتها مع بن جوريون قد ساءت، وكان رأيها دائمًا أن ديان عسكري خفيف ومغرور، ثم هو طامح لدور سياسي نابليوني (على حسب تعبيرها)، وكان السياسي المخضرم إسرائيل جاليلى يرى أن مطالب الجنرالات شطط، لكنه من الخطأ التعامل معها بمجرد التمسك بحقوق السلطة المدنية (كما يرى أشكول)، أو بالتقييم الذاتي الملون بالعواطف (كما تفعل مائير تجاه ديان).

 ويقول الجنرال ليور مدير المكتب العسكري لرئيس الوزراء:

إن أشكول لم يخامره الشك لحظة في أنه إذا لم يكن ما قام به الجنرالات انقلابًا بالضبط. فإنه كان تمرُدًا بالتأكيد.

كان الجيش الإسرائيلي وجنرالاته يتحركون بسرعة ليأخذوا زمام السلطة في أيديهم، ولم يكن قد بقى على إصدارهم للبيان رقم (1) معلنًا على العالم أن انقلابًا عسكريًا كاملًا قد وقع في إسرائيل إلا مجموعة محاذير كان الجنرالات الثائرين على القيادة السياسية العاجزة والمرتعشة يحاولون تجنبها إلى اللحظة الأخيرة ووقد تعرض الدكتور بريشر في دراسته (صنع القرار في إسرائيل) لبعض الجوانب من هذه المحاذير التي كان أبرزها ما يلي:

  1. إن أشكول رئيس الوزراء الحالي ما زال صاحب الاتفاق الأساسي مع جونسون.
  2. إنه بفضل هذا الاتفاق توفر لإسرائيل من وسائل الحرب ما لم يتوفر لها في أي ظرف من قبل.
  3. إن استلام الجيش للسلطة علنًا قد يُسيء إلى صورة إسرائيل سياسيًا.
  4. إن هذا بدوره قد يؤدى بدوره إلى ارتباك في خطة العمل الأمريكية.
  5. إن استيلاء الجيش صراحة على السُلطة سوف يكشف ساعة الصفر في بدء المعركة، فالجنرالات يتعين عليهم إذا أعلنوا الاستيلاء على السلطة في البيان رقم (1) أن يعلنوا بداية الحرب في البيان رقم (2)، وبالتالي تضيع المفاجأة حتى على المستوى التكتيكي.

وعاد يومها أشكول لبيته غاضبًا مقهورًا ودفعه ذلك الغضب إلى أن يطلب من زوجته مريم أن تُسجل نقلًا عنه في مذكراتها رسالة اعتبرها نوعًا من الوصية، وقد سجلت مريم قوله لها:

مريم.. سجلي أننى أول رئيس لوزراء إسرائيل أجيء إلى هذا المنصب من خارج الجيش، وبعيدًا عن نفوذه المباشر، وفوق ذلك فإنني أول رئيس وزراء لا يقبل أن يكون لُعبة في يد العسكريين.

وعاد أشكول لمكتبه بعد أن تحرج موقفه إلى درجة تُثير القلق، وبدا غير واثق من نفسه بعد أن أهانه الجنرالات، واتهموه صراحة بالجبن والتخاذل، والعجز عن تزعم وزارة حرب ليجد أن الجنرالات مُصِرين على طلباتهم التي قدموها له بالأمس.

وبصوت يرتعش وبنبرة كسيرة رد أشكول بأنه لن يترك رئاسة الوزارة لبن جوريون، وأنه سوف يستعيض عن ذلك بتحويل وزارته إلى وزارة وحدة وطنية تشترك فيها كتلة جحال ويدخلها مناحم بيجن شخصيًا وزيرًا للدولة. ثم أذعن ليفي أشكول ضمن صيغة حل وسط وترك وزارة الدفاع لموشى ديان الذى عاد إلى الساحة عودة قيصر إلى روما.

وتظهر الصورة بائسة من خلال مذكرة عن حديث بين ليفي أشكول وجاليلى (وزير الدولة) كتبها الجنرال ليور مدير المكتب العسكري لرئيس الوزراء وطبقًا لنصها يقول أشكول لجاليلي:

هم لا يثقون بي مسئولًا عن قيادة المعركة القادمة. يظنون أنني لا افقه شيئًا في العسكرية مثل بن جوريون. وهم مخطئون، وسوف يعرفون يومًا من الحقائق ما يجعلهم يخجلون مما فعلوه معي. ويستطرد قائلًا: إننى جئت بجيش الدفاع بسلاح لم يكن يخطُر على بال قادته. وأنا أول رئيس وزراء لإسرائيل يدير معركة ويأخذ في حسابه وجود سلاح نووي، وقد عاصرت صُنع هذا السلاح، وذللت كل صعوباته أكثر مما عاصره بن جوريون. وليس هناك إسرائيلي غيرى يستطيع أن يحصل من جونسون (رئيس أمريكا) مثلما أستطيع أنا.

وكان آخر ما قاله أشكول عن تصرفات الجنرالات:

إن هؤلاء الجنرالات يريدون لإسرائيل أن تعيش بالسيف وحده، وأن تعيش على السيف وحده إلى آخر العمر

(4) الجنرالات ينقسمون إلى جبهتين والحرب على وشك الانطلاق!

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏2‏ شخصان‏

كان أشكول في تلك الظروف ينتفض غضبًا، لكنه جاهد في السيطرة على مشاعره، وقد اعتبر نفسه مسئولًا عن احتواء التمرد حتى ولو ضحى بسلطته، خشية أن يتحول التمرد بالفعل إلى انقلاب يُسيء في تلك الأوقات إلى إسرائيل. وعندما قبل أشكول بحل وسط، وأعاد ديان من التيه إلى قيادة الجيش مرة أخرى، فإنهُ خلق اختلافًا بين الجنرالات دون أن يدري! فقد انقسم الجنرالات إلى جبهتين:

  • جبهة يمثلها الجنرال ديان العائد لوزارة الدفاع على حصان أبيض من فوق رأس رئيس الوزراء! وكان أبرز الصقور في جبهة ديان هو أيزر وايزمان الذي قاد تمرد الجنرالات في مكتب رئيس الوزراء، وكانت العلاقة بين ديان ووايزمان وثيقة وكان كلاهما عديلًا للآخر، أي أن زوجتي الجنرالين كانتا أختين!
  • والجبهة الثانية يمثلها الجنرال إسحاق رابين رئيس الأركان، وكان شعوره أن عودة ديان فوق رأسه إلى وزارة الدفاع إهانة لكفاءته، وشكًا في قدرته على تنفيذ خطة تحمل توقيعه. وكان رابين في الموقف الضعيف، رغم أن عددًا من الجنرالات كانوا على استعداد لمساندته، ولم يكن ذلك إعجابًا برابين، وإنما نفورًا من ديان.

    وكان شعور هؤلاء الجنرالات خصوصًا هؤلاء الذين شاركوا في إعداد الجيش الإسرائيلي للحرب أن مجيء ديان جائزة لا يستحقها رجُل لم يكن له دور، لا في إعداد القوات، ولا في وضع الخُطة، وقد قفز بمناورة انتهازية على مشهد كان بعيدًا عنه، فإذ هو في طرفة عين في مقدمة المشهد وصانعه وبطله بلا استحقاق.

(5) المشهد الختامي.. شيمون بيريز واقتراح مثير؟!

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏2‏ شخصان‏، و‏‏‏أشخاص يجلسون‏ و‏منظر داخلي‏‏‏‏

وفي تلك اللحظات العاصفة، والمشاعر الغاضبة الممعبأة بالحسد والبغضاء والكراهية والازدراء، ذهب الباحث أبدًا عن دور شيمون بيريز إلى كُلٍّ من وزير الدفاع ديان وبعده لرئيس الوزراء أشكول، وقال لهم اقتراح لم يخطر على بال أحد غيره كالعادة! قال لهما:

إن الوزارة في تلك اللحظات تواجه طلبًا أمريكيًا بالانتظار حتى يتأكدوا من تثبيت موقف السوفيت، والاطمئنان على موقف أصدقائهم العرب من الملوك (الملك فيصل في السعودية، والملك حسين في الأردن). والكل مع تصميمه على ضرورة ضرب ناصر وإهانته متردد في اللحظات الأخيرة تحسُبًا لوقوع خسائر كبيرة، واقتراحي عليكما ما يلى:
أن تُعلن إسرائيل الآن وفورًا أنها سوف تُجرى تجربة على جهاز نووي.

ويُضيف بيريز: إنه على حد علمي فإن إدارة مشروع رافائيل (الجهة المسئولة عن المشروع النووي الإسرائيلي) لديها ما يُمكن أن تُجربه، وبعد ذلك (وفق تقديره) فإن مجرد صدور إعلان بهذا المعنى كفيل بإسقاط ناصر؛ لأن الجيش والشعب في مصر كليهما سوف يدركان أنهما أمام قوة نووية، وحينئذ تنتهى المعركة قبل أن تبدأ.

لكن هيئة أركان حرب الجيش الإسرائيلى رفضت الاقتراح لعدة أسباب:

  • أن مثل هذا الإعلان عن مشروع إسرائيل النووى سابق لأوانه.
  • أن الولايات المتحدة سوف تجد نفسها مضطرة إلى الوقوف ضد إعلان نووى إسرائيلي وقع بدون موافقتها في منطقة لا تحتمل مثل هذا النوع من التصرفات.
  • إن الاتحاد السوفيتي قد يعتبر هذا الإعلان إجراءًا طائشًا، ومن ثم يتدخل ويكون لتدخله في الظرف الموضوعي الراهن صدىً دوليًا مواتيًا.
  • إن مثل هذا الإعلان سوف يوحد كل العرب على كل الجبهات، بينما المقصود الأصلي هو عزل الجبهات العربية عن بعضها، وذلك جوهر الاستراتيجية الإسرائيلية.

وفي النهاية: 

لا أعلم إن كان عُربان الخليج يقرأون، وحتى إن قرأوا فهل سيفهمون؟ ربما!

عن admin

شاهد أيضاً

ذات يوم.. 2 أغسطس 1990..إيقاظ مبارك وفهد وحسين من النوم على اتصالات هاتفية باحتلال العراق للكويت

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 2 أغسطس 1990..إيقاظ مبارك وفهد وحسين من النوم على اتصالات …

تعليق واحد

  1. “تحين” ٦٧

    رد من الدكتور كمال خلف الطويل

    يعني إذا ما أدناه هو منتوج شاب متخرج من معهد كادر ناصري فهي شهادة له وللمعهد بالجدارة
    مجدي منصور يتناول أزمة مايو ٦٧ برشاقة ملمة بالأرشيف وبالخلفية وبالوقائع وبالشخوص

    ومع التهنئة فلي بضعة ملاحظات:

    مذكرة موشي ديان لبن غوريون في ديسمبر ٥٦ تكثف مفهوم “التحين” الذي انغرس في التناول الاسرائيلي الجمعي لموضوعة الحرب والسلام ؛ وتطبيقاً في ٦٧ .. فهم “لم يخططوا لصيد مدبّر” , بل هم فوجئوا بتصعيد عبدالناصر في ١٤ مايو , إذ كان اّخر تقدير استخباري عندهم , بتاريخ ٨ مايو , يتحدث عن ”جبن” عبدالناصر وقعوده عن نجدة سوريا او الأردن: معنى ذلك ان إنذارات اشكول ورابين لسوريا في ١١ و ١٢ مايو كانت لمزيد من إذلال عبدالناصر , بعد إحراجي السموع- نوفمبر ٦٦ ودمشق- نيسان ٦٧ , وبأمل ان الثالث كفيل بتنفيس بالونه

    ولعل الإشارة الى انهيار اسحق رابين العصبي مساء يوم ٢٣ مايو , ثم سفر عزرا وايزمان , وبصحبته زوجته وشقيقتها (زوجة موشي ديان) , الى روما عشية الحرب لتأمينهما بعيداً , ثم تحذير بن غوريون لرابين من مغبة شن الحرب (غداة إغلاق خليج العقبة) كلها تشي بالمفاجأة بل والارتباك .. لكنهم , في المقابل , التقطوا بإجادة لحظة “التحين”

    (وبالمناسبة فذات المقاربة مورست نحو أنور – من مايو ٧١ الى مايو ٧٣ – , أي: سنستمر في إذلالك حتى تستسلم دون حرب)

    أما تعبير “الشاملة” , وصفاً للتخطيط الاسرائيلي للحرب التي أتت , فغير دقيق ؛ ما خططوا له هو تدمير الطيران المصري , ثم منازلة الجيش المصري ما بين خط الحدود الى جبل لبنى في منطقة قتل , واحتلال شرم الشيخ وقطاع غزة ؛ فإن أنجز ذلك ناست المكافأة مابين احتلال البلدة القديمة أو كامل القدس الشرقية

    بالمناسبة , فاجتماع اشكول بالجنرالات جرى فجر ٢٣ – لا ٢٢ – مايو

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *