الرئيسية / حوارات ناصرية / بالفيديو و الصور خطاب خطاب الرئيس جمال عبد الناصر فى المؤتمر العمالى بحلوان, 3 مارس 1968

بالفيديو و الصور خطاب خطاب الرئيس جمال عبد الناصر فى المؤتمر العمالى بحلوان, 3 مارس 1968

Unt999itled 880

مقدمة

 

لما كانت الأحكام الصادرة من المحاكم العسكريه على المسوءلين العسكريين عن هزيمه
١٩٦٧ ضعيفه جدا ولا تتناسب مع حجم ما حدث ،فقد خرجت تظاهرات ضخمه فى الجامعه وخاصه هندسه عين شمس وكذلك فى مصانع الحديد والصلب فى حلوان،،واعتصم العمال وهددوا بحرق المصانع وطبعا الشرطه وقفت لهم لمنع الفوضى وأصبح الموقف ملتهبا ،،،وذهب اليهم عبد الناصر واحتشد عشرات الالاف فى السرادق ،،وكانت لحظات عصيبه وهتف العمال ضد عبدالناصر(لأول وآخر مره) وكان هذا عجيبا وغريبا علينا،،ودخل مرافقوا الرءيس الى المنصه ولم يدخل عبد الناصر ،،بصراحه افتكرناه خاف من مواجهه الجماهير الغاضبة ،،،وما هى الا لحظات واذا بالزعيم يدخل من الخلف ومن وسط الجماهير وبمفرده تماما وبدون اى حراسه ،،،،فإذا بالجماهير الغاضبة تصاب بالهستيريا ونسوا كل شىء والتهبت اكفهم من التصفيق وظلوا يهتفون للزعيم اكثر من خمس دقائق ،،الى درجه انه عندما وقف ليخطب طلب منهم مرارا ان يرجاءوا الهتاف لحين الانتهاء من الخطبه،وبكى كل من كان يجلس خلفه من مرافقيه من فرط حماس الجماهير للزعيم. …الحاجات دى لم ولن تحدث فى التاريخ الانسانى الا مره واحده ..سوى مع الزعيم جمال عبدالناصر ..

 

 

أيها الإخوة:

حينما علمت أن الاتحاد العام للعمال قد نظم سلسلة من الاجتماعات فإننى عزمت بينى وبين نفسى على حضور أول هذه الاجتماعات، وحينما علمت.. وحينما علمت بعد ذلك أنكم رأيتم أن يكون الاجتماع الأول من هذه الاجتماعات فى حلوان بالذات؛ فلقد تحول العزم على الحضور إلى إصرار على الحضور، ولما جاءنى الأخ أحمد فهيم يدعونى إلى حضور الاجتماع قلت له: إننى كنت أنوى حضوره ولو بدون دعوة؛ لسببين:

السبب الأول.. السبب الأول: العمال، والسبب الثانى: حلوان. بالنسبة للعمال من الواضح لنا جميعاً انهم قوة من القوتين الأساسيتين فى تحالف قوى الشعب العاملة؛ التى هى قوى الثورة.

العمال والفلاحون بالذات هما القوتان الأساسيتان فى التحالف الذى يضم معهما قوى المثقفين والجنود والرأسمالية الوطنية، الفلاحون والعمال كقوتين من قوى التحالف الوطنى لهما وضع هام، ولا أقول إن لهما وضعاً خاصاً؛ لأن ذلك قد يعطى معنى التمايز والتفرقة، الفلاحون والعمال وضعهما الهام يجئ أولاً من حجمهما الأضخم فى التحالف الديمقراطى لقوى الشعب العاملة، ثم يجئ ثانياً من المصلحة المباشرة فى الثورة، والتطوير الشامل الذى تستهدفه الثورة، وفى الحقيقة أنه بدون فلاحين وبدون عمال لا تكون هناك ثورة، ولا يكون هناك نظام ثورى؛ وإنما الثورة والنظام الثورى كل منهما يفقد مبرر وجوده.

دى نظرتى للمسألة بأمانة.. إننى لم أعط حياتى للحكم ولا للسلطة، وبرغم سنوات طويلة من العمل السياسى فلست أعتبر نفسى حتى الآن سياسياً محترفاً، وأدعو الله ألا أكون كذلك فى يوم من الأيام.

وكل ما أتمناه دائماً.. كل ما أتمناه دائماً من الله أن أرى طريق الواجب، وأحفظ الصلة بإحساس جماهير هذا الشعب وبوجدانه؛ بدون أى عوائق يصنعها الحكم أو السلطة؛ ذلك أنه بدون الصلة المستمرة بإحساس الشعب ووجدانه يصبح الحكم تحكماً، وتصبح السلطة تسلطاً، وذلك ما أدعو الله أن يقينى منه، ويقى منه شعبنا فى نضاله حاضراً ومستقبلاً، هذا بالنسبة لاجتماعكم.

أما بالنسبة لحلوان فإنه من الواضح أيضاً أن من ١٠ أيام أو أكتر من ١٠ أيام بدأت مشكلة هى فى حقيقة أمرها نوع من سوء التفاهم، بدأت هنا فى حلوان.. نشأت عنها سلسلة من ردود الفعل العفوية، برضه جرت بعضها هى الأخرى فى منطق من سوء التفاهم. حاولت بعض القوى المعادية لنا؛ المعادية لثورتنا، تضخيم ما حدث من ناحية.. حاولت أيضاً بعض العناصر المعادية للشعب ولآمال الشعب ولأمانى الشعب استغلاله من ناحية أخرى. بدأت سلسلة سوء التفاهم – كما نذكر جميعاً، وكما يذكر كل فرد فيكم – بالأحكام اللى صدرت فى قضية الطيران، وأنا هنا أمامكم لا أتحدث عن الأحكام.. رأيى السياسى فى أمر المسئولين عن نكسة الطيران كل واحد فيكم يعرفه؛ لأنى اتكلمت فى هذا الموضوع.. أول مرة اتكلمت فيها بعد النكسة فى ٢٣ يوليو الماضى، اتكلمت أيضاً فى هذا الموضوع فى حديثى أمام مجلس الأمة يوم ٢٣ نوفمبر الماضى، دا رأيى السياسى فى المسئولية.. أما المحاكمة فلابد أن نسلم أنها تخضع لقواعد واعتبارات أخرى لا نناقشها هنا.

اللى بيهمنا النهارده هنا فى مسألة الأحكام هو دورها فى سوء التفاهم الذى عشنا فيه.. خلال الأيام الأخيرة صدرت الأحكام كما نذكر جميعاً، وكانت هذه الأحكام صدمة للمشاعر الشعبية.. طبعاً المحكمة بتبص للقضية بأدلة وقرائن، وشهود نفى وشهود إثبات، وتوازن بين كل هذه الأمور حينما تصدر حكمها، أما احنا بننظر لهذا الموضوع من الناحية الوطنية، ومن الناحية السياسية؛ وعلى هذا كانت الأحكام صدمة للمشاعر الشعبية، ولهذا انفعلت كل الناس. وأنا قلت لكم قبل كده ان احنا كلنا منفعلين من يوم العدوان؛ من يوم ٥ يونيه، ولو تفتكروا قلت لكم فى خطبتى فى مجلس الأمة ان احنا منفعلين، وان احنا متضايقين، وان احنا نشعر دائماً ان العدو يجثم على صدورنا، وان الاستعمار بيتآمر علينا؛ ولهذا أى حاجة تخلينا ننفعل.

أنا قلت لكم أيضاً إن شبابنا صدره يشعر فيه بضيق، يشعر بأنه مشتت، يشعر بالعدوان، حصلت هذه الانفعالات بعد صدور الأحكام؛ تانى يوم صدور الأحكام، وبدأت هنا فى حلوان، وعرف الاتحاد الاشتراكى هنا بهذه الانفعالات، وانضم إليكم أعضاء الاتحاد الاشتراكى؛ وكان الأخ عبد اللطيف بلطية موجود مع الناس اللى خرجوا فى المظاهرات، وسارت المظاهرات فى حلوان باشتراك عناصر الاتحاد الاشتراكى. طبعاً كل واحد كان منفعل، ولكن فيه حاجة بدأت تسبب سوء التفاهم: وزارة الداخلية لم تكن على صلة بما حدث.. ويعنى إن الاتحاد الاشتراكى مشى مع المظاهرة.. ومعنى هذا طبعاً ان هذه المظاهرة مسموح بها، ولكن معروف طبعاً ان المظاهرات ممنوعة؛ خصوصاً فى مثل الظروف التى نعيش فيها؛ ظروف الحرب، ظروف استمرار المعركة لإزالة آثار العدوان. كانت النتيجة مفارقة غريبة: الاتحاد الاشتراكى يقود المظاهرة، ووزارة الداخلية تتصدى لهذه المظاهرة طبعاً الحقيقة اللى تصدى لهذه المظاهرة كان أيضاً سوء فهم من المأمور اللى موجود عندكم هنا فى حلوان، وسوء التفاهم دا ممكن يحدث.. كلنا بنعرف.

طول الثورة واحنا بنقول الشرطة فى خدمة الشعب، هو العسكرى مين؟ والعامل مين؟ ما هو العامل أخو العسكرى أو ابن عمه.. دول كلهم بيمثلوا قوى الشعب العامل.

ولقد كانت هناك محاولات لاستجلاء سوء التفاهم الذى وقع فى حلوان، ولكن ذلك لم يتحقق بالسرعة والكفاءة الواجبة، وانتهى ذلك اليوم؛ يوم الخميس ٢٢ فبراير بالتصادم اللى حصل بين المتظاهرين وبين البوليس عند قسم حلوان، وحصلت إصابات ماحدش مات الحمد لله.. والناس اللى راحوا المستشفيات خرج معظمهم من العلاج بصحة، ولم يبق منهم الآن تحت العلاج غير خمسة. دا أول سوء تفاهم اللى حصل هنا فى حلوان؛ سوء تفاهم بين العمال وبين قوى الأمن، لو كانت حصلت اتصالات كان ممكن قوى نتغلب على سوء التفاهم. طبعاً كان فيه تحقيق بيجرى فى هذا الموضوع بالنسبة لكل الظروف، وكان من الواجب ألا تتضخم العملية، أو تظهر بصورة أضخم مما كانت فيه، حلوان مش كلها.. حلوان فيها كام مصنع.. انتم عارفين فيها عشرات المصانع.. مش كلها هى اللى خرجت فى مظاهرات؛ خرجت مظاهرة من مصنع الطيارات، وانضم إلى هذه المظاهرة قادة الاتحاد الاشتراكى للحفاظ على المظاهرة، ولتوجيه هذه المظاهرة، وكان من الواجب ألا تضخم الأمور.. ووزارة الإرشاد طلبت من الصحف.. الصحف طبعاً تخضع الآن فى هذه الظروف اللى احنا فيها – ظروف الحرب – إلى الرقابة بالنسبة لموضوعين؛ موضوع التحركات العسكرية؛ حتى لا يستفيد العدو من أى معلومات ننشرها بحسن نية، وموضوع الأمن القومى؛ لنفس السبب؛ للحفاظ على الجبهة الداخلية، طلبت وزارة الإرشاد من الصحف ألا تبالغ فى النشر عن المظاهرة اللى حصلت فى حلوان؛ حتى لا يسىء إلى الأمن القومى فى هذه الظروف، ويمكن دا أيضاً سبب سوء تفاهم تانى، النشر يمكن عن حوادث حلوان فى هذا اليوم، أو المظاهرة اللى قام بها مصنع الطيارات فى هذا اليوم، ماكانش باين للناس انه كافى، وطبعاً بعض الناس كان لها مصلحة فى المبالغة والتهويل؛ وعلى هذا الأساس صورت المسألة بأكبر من حقيقتها، وكانت هناك مبالغات وصلت إلى حد القول بأنه كان هناك قتلى فى حلوان، ناس زاروا وقالوا كان فيه ١٥ قتيل و١٧ قتيل، وناس قالوا إن القتلى بالعشرات، وطبعاً احنا بنتكلم النهارده من عندكم من مصنع الطيران، وعمال مصنع الطيران وحلوان كلها.. والعمال كلهم، والاتحاد العام لنقابات العمال، يعرفوا ان كل دا ماكانش شىء صحيح.. نشأ عن هذه الادعاءات سوء التفاهم الثالث.

طبعاً أحكام الطيران كان رد فعلها العاطفى موجود فى كل مكان، موجود فى البيوت، الناس افتكرت النكسة، الناس افتكرت يوم ٥ يونيو، الناس افتكرت الظروف اللى احنا فيها، أحكام الطيران كان لها رد فعلها العاطفى أيضاً بين شباب الجامعات، أضيف إلى هذا رد الفعل العاطفى؛ المبالغات اللى اتقالت عن حوادث حلوان، وساعدها قلة ما نشر عن هذا الموضوع مراعاة للأمن القومى.

يوم السبت ٢٤ فبراير.. فى صباح يوم السبت شهدت الجامعات تحركات شباب يهتم بما يجرى فى وطنه، وهذا حقه وواجبه، وبدأت مواكب الطلبة تخرج من الجامعات. وأنا كنت أتابع شخصياً ما يجرى لحظة بلحظة.. كنت أتابع بحكم المسئولية النضالية، وكنت أتابع بحكم المسئولية الرسمية، وأما باقول مواكب الطلبة تخرج من الجامعات.. لا أقصد بأى حال إن كل الطلبة اللى موجودين عندنا فى الجامعات والمعاهد خرجوا؛ لأن عندنا حوالى ١٤٠ أو ١٥٠ ألف، ولكن باقول إن خرج مواكب من الطلبة، وأنا سألت عن الأعداد.. أو الأعداد لما التقوا عند كوبرى الجامعة.. قالوا لى إن فيه ١٥٠٠، وبعدين قالوا لى إن فيه ٢٠٠٠، وأنا كنت باتابع هذه المظاهرات؛ انطلاقاً من المسئولية النضالية والمسئولية الرسمية، والمسئولية السياسية، وأيضاً كنت باتابع كأب؛ باعتبر كل واحد من هؤلاء الأولاد زى أولادى تماماً.. أى واحد من هؤلاء الشباب… (هتاف).

إذن أنا بدى أحكى لكم، وأنا باحكى أيضاً للناس؛ للأمة كلها، إيه اللى حصل.. أنا كنت أتابع هذه الأمور، وطلبت من وزير الداخلية ألا يحدث أى اعتراض من أى نوع أمام الشباب، وسارت المظاهرات، ووصلت إلى مجلس الأمة، واتكلم معاهم رئيس مجلس الأمة، وشاف عدد منهم.. ولغاية الساعة ٢ الظهر كانت كلها ماشية فى نطاق التعبير الطبيعى المعقول، ولكن استغلال المظاهرات بدأ بعد الظهر، وكان لابد من تفريق هذه المظاهرات، وأيضاً اتصل بى وزير الداخلية، وقال لى إنه حيدى إنذار بالميكرفون قبل تفريق المظاهرات، وأنا طلبت منه أن يكون هذا التفريق بأقل قدر من العنف.كنت شايف إيه فى هذا اليوم؟ فيه ناس بتحاول استغلال المظاهرات، وكانت معلومات وزارة الداخلية كافية للتدليل على ذلك؛ ومع هذا أنا قلت لشعراوى جمعة فى التليفون.. قلت له فيه اللى بيحاول انه يستغل هذه المظاهرات، واللى بيستغلوا المظاهرات عايزين إيه؟ عايزين مجزرة، عايزين ١٠ شباب يموتوا، عايزين ٢٠ واحد يتقتلوا؛ وهنا بيعتبروا ان المشكلة بتتحول إلى مشكلة أخرى تكون فى صالحهم.. إذا سقط واحد فى هذه المظاهرات فيتحقق غرض المستغلين، وأنا باعتبر إن الشرطة والبوليس تجنبوا دا بكل الوسائل.. تجنبوا الاصطدام بالأسلحة النارية اللى ممكن تسبب قتلى بالعشرات، واللى ممكن نحقق بها أهداف أعداءنا اللى عايزين مدابح تحصل فى البلد بتؤثر على العواطف، وتؤثر على المشاعر، وعلشان الظروف ما تتكررش مرة أخرى فإن وزارة الداخلية رأت – وأنا وافقت على ما رأته وزارة الداخلية – رأت أن تصدر بياناً بمنع المظاهرات، وأيضاً اعتقال بعض من توافرت لديها الشبهات ضدهم فى محاولة استغلال المظاهرات.

كان من هذا أسباب جديدة لسوء التفاهم تراكمت على ما كان.

وصباح الأحد – ٢٥ – كانت بعض كليات الجامعات لم تهدأ بعد، وكانت الاستفهامات أمامها عالية بدون إجابات كافية. كانت أهم الاستفهامات التى طلعتها سلسلة سوء التفاهم أولاً: أحكام الطيران، ثانياً: عمال حلوان، وما زعم من عشرات من القتلى فى حلوان، ثالثاً: لماذا لا تنشر الصحف تفاصيل أكثر؟ ولو إن الصحف نشرت عن مظاهرات يوم السبت تفاصيل وصور، رابعاً: لماذا قبض البوليس على بعض الطلبة؟ ورأت بعض الكليات أن تخرج للتظاهر، وطبعاً فى نفس الوقت كانت قوات الأمن أمام قرار بمنع المظاهرات، ومرة أخرى كان طلبى إلى وزارة الداخلية باستعمال أقل قدر ممكن من العنف فى تفريق المظاهرات، وطلبت من وزير الداخلية أن يتأكد شخصياً أن قوات الأمن المسئولة عن قرار منع المظاهرات لا تحمل أسلحة نارية؛ لكيلا تحدث أى مضاعفات خطيرة إزاء أى استفزاز، وقلت له أيضاً إن حيطلع المستغلون أعداء الثورة؛ أعداء الشعب، أعوان الاستعمار؛ علشان يستغلوا هذه المظاهرات اللى بيقوم بها الشباب، أو بيقوم بها الطلبة، والناس دول أيضاً قد يكون لهم دور واضح فى التحريض، وهدفهم إن يموتوا كام واحد.. وعليه أن يفوت غرضه، ومر اليوم التالى بسلام. يوم الأحد.. وسارت مظاهرات الشباب، وحصلت الصدامات مع البوليس لتفريق المظاهرات، ولتنفيذ قرار وزارة الداخلية فى عدة أماكن، ولكن الإصابات كانت كلها إصابات بسيطة، وأنا بدى أقول أيضاً للحقيقة فيه شاب كان ترزى.. يمكن ماكانش فى المظاهرات ولا حاجة.. فى العباسية وقع تحت رجلين المتظاهرين، وأصيب إصابات، ونقل إلى المستشفى، ومات.

دا الترزى اللى كان موجود فى العباسية، وبدى أقول حاجة: إن باين يعنى.. هنا بدى أقول عن دور الشرطة.. باين أن الشرطة دورها كان دور مثلاً… المتظاهرين عارفين بيضربوا بالطوب، والعسكرى معاه عصاية.. لأول مرة فى تاريخ المظاهرات فى مصر نسمع ان عدد المصابين من الشرطة.. من البوليس ٣ أضعاف عدد المصابين من المتظاهرين، ودا بيمثل ان الشرطة حاولت بكل وسيلة من الوسائل إنها ما تستعملش القسوة، وتحاول إنها تفرق المظاهرات بأخف وسيلة من الوسائل، وإصرار الشرطة فى بياناتها ان الإصابات بين أفرادها أكثر من الإصابات بين المتظاهرين معناه إيه؟ دا له معنى كبير جداً، وله معنى جديد: ان الشرطة لا تتصور حتى وهى تقوم – بوعيها – بمهمتها.. لا تتصور أنها يمكن أن تكون فى جانب والجماهير فى جانب، وانها ترى تناقض فى الموقف المفاجئ الذى وقعت فيه نتيجة لتراكم سوء التفاهم.

طبعاً أنا حبيت الحقيقة أقول لكم سلسة سوء التفاهمات اللى حصلت من الأول، واللى وصلتنا إلى يوم الأحد، ومظاهرات يوم الأحد.. ومساء يوم الأحد كان هناك اجتماع فى مجلس الوزراء، وكان وزير الحربية هو اللى اقترح استخدام حقه فى تحويل الحكم فى قضية الطيران، وإحالته إلى محكمة عسكرية أخرى؛ وذلك لكى تكون أمام الجماهير فرصة إضافية للاطمئنان إلى الحساب.

وقد اقترح ذلك فى مجلس الوزراء، وأضاف وزير الحربية إلى هذا الاقتراح أن سلامة جبهة ميدان القتال مرهونة تماماً بسلامة الجبهة الداخلية، وأن لا يحدث فيها – ولو حتى على السطح – أى شىء يشغل أو يقلق بال الجنود المحاربين المتأهبين للمعركة. وطبعاً فى مجلس الوزراء قال وزير الحربية هذا الكلام، واستخدم حقه، فيه ناس قالوا لأ دا كان صدق.. أمال ليه الناس خرجوا من اللى حكم ببراءتهم؟ الحقيقة بدى أقول موضوع يمكن يكون معقد شوية: قانون الأحكام العسكرية فيه طريقة لمحاكمة العسكريين، وطريقة لمحاكمة العسكريين السابقين اللى خرجوا من الخدمة.. العسكريين السابقين اللى خرجوا من الخدمة بيتحاكموا كأنهم مدنيين، العسكريين بيتحاكموا كعسكريين، ولا يصدر الحكم عليهم إلا بعد تصديق وزير الحربية ورئيس الجمهورية.. دا بالنسبة للضباط، أما المدنيين فلا تحتاج المحكمة إلى التصديق.. تصدر حكمها، وبعد هذا يعرض الأمر للتصديق، قادة الطيران حوكموا علشان كانوا طلعوا المعاش كمدنيين يخضعوا لقانون الأحكام العسكرية؛ ولذلك طبق بالنسبة لهم القانون العام، صدر النطق بالحكم قبل التصديق، وفى نفس الوقت طبق عليهم القانون العام.. أفرج عن اللى أخدوا حكم بالبراءة.

أنا حبيت أقول هذا الكلام رد على كلام كتير اتقال فى البلد، واتقال إن كان حصل تصديق على الحكم.. أمال الناس اللى اتحكم عليهم بالبراءة خرجوا ليه؟ وهذا الكلام الحقيقة احنا ناقشناه فى مجلس الوزراء، وبعد كده وزير الحربية أخذ قراره بإلغاء المحاكمة اللى حصلت وتحويلهم إلى محكمة عسكرية جديدة.

وفى نفس الوقت قلنا طبعاً ادى سلسلة سوء التفاهم.. ماذا سيحصل بعد هذا؟ ووزير التعليم العالى قال فى الجلسة، وتقدم بطلب من مديرى الجامعات يطلب فيه تأجيل الدراسة.

كان موقفى الحقيقة من هذا كله كما يلى: أنا كنت شايف إن تراكم أسباب سوء التفاهم بعضها يجر بعض، كنت شايف أيضاً أنه لا يمكن لهذا النظام انه يقع فى تناقض بينه وبين الجماهير، الثورة لا يمكن لها انها تقع فى تناقض بينها وبين الجماهير، وممكن نقع فى تناقض بيننا وبين أعداء الثورة، وممكن نضرب أعداء الثورة، ولكن الغريب ان احنا نقع فى تناقض مع الجماهير صاحبة الحق فى الثورة، وصاحبة المصلحة الحقيقية فى الثورة أو نقع يعنى.. نقع فى تناقض مع العمال، أو نقع فى تناقض مع الطلبة، أو نقع فى تناقض مع جماهير الشعب العامل.. ودا خلانا.. دا اللى خلانا – الحقيقة – قفلنا الجامعة.. قلنا النفوس تهدأ، والناس تفهم؛ كل واحد يرجع لعقله، كل واحد يعرف مين أصحاب المصلحة فى استغلال أى مظاهرة من المظاهرات. وقلنا إن يجب ألا يسير سوء التفاهم ويستمر التناقض مع الجماهير؛ حتى إذا قيل إن عدد المتظاهرين لم يزد فى كل الجمهورية فى أى وقت من الأوقات عن ٥ آلاف متظاهر أو ٦ آلاف.. ولكن هذا أيضاً تناقض.. وباين أيضاً أنه لا يمكن لنا أن نقمع بالقوة شعوراً شعبياً، ومع إن هناك مبررات كثيرة كان يمكن تقديمها؛ ففى تفكيرى رفضت رفض بات ان دا يكون موقفنا. إن السلطة تملك بالطبع القوة لمنع قيام المظاهرات، ثم إن الظروف التى يعيشها الوطن تبرر استعمال هذه القوة، وقلت فى هذا الصدد وكررت: احنا والشارع شىء واحد، السلطة وقوى الشعب العامل شىء واحد؛ وإلا فإننا نصبح نظاماً يحكم ولا نكون ثورة تقود.

من هنا.. من هذا التفكير كنت أرى أن الموافقة على إعادة المحاكمة، والموافقة على تأجيل الدراسة فى الجامعة؛ حتدينا الفرصة علشان نوقف هذه السلسلة من سوء التفاهم، وحتى نلقى أضواء أكتر على ما حدث، وعلى ما يحدث، وحتى نستطيع أن نطل على الأمور بنظرة أعمق؛ بعدين نحاول ان احنا نضع كل شىء فى الإطار السليم.

النظرة الأعمق أمامنا تبين ان هناك أشياء كثيرة وحيوية لا ينبغى أن ننساها، ولا ينبغى أن تنسى.. يعنى طلعت شعارات فى هذه الأيام، زى ما قلت لكم إن المظاهرات مشيت سليمة، وبعدين طلعت شعارات غريبة؛ طلعت شعارات مثلاً تنادى بإلغاء الاتحاد الاشتراكى، طلعت نداءات أو شعارات تنادى بإلغاء منظمات الشباب، وبعدين طلعت شعارات تنادى بحل مجلس الأمة. طبعاً مع هذه الشعارات فيه شعارات بالحرية، وفيه شعارات بالديمقراطية، فيه شعارات بحرية الصحافة.

أنا بدى أقول حاجة: إذا كنا فى أى بلد من البلاد فيه ثورة لابد أن تكون هناك ثورة مضادة.. احنا هنا فى مصر فيه ثورة بقى لها ١٥ سنة، وقلنا إن فيه ثورة سلمية وبتحل التناقضات الموجودة فى المجتمع بالطريقة السلمية، وأنا قلت لكم مرات كثيرة إن علينا أن نكون على بينة من الثورة المضادة، زى ما فيه ناس لها مصلحة حقيقية فى الثورة، وزى ما فيه ناس لها مصلحة حقيقية فى التغيير، فيه ناس لها مصلحة حقيقية فى الثورة المضادة؛ إن الثورة المضادة تمثل إيه؟ ما هى تمثل تحالف الإقطاع ورأس المال، تمثل تحالف الاستعمار والرجعية، ما باقولش إن الثورة ما بتغلطش.. لأ.. الثورة بتغلط، وما باقولش إن الثورة كاملة لأ.. الثورة لم تبلغ حد الكمال، ما باقولش إن القوة اللى لها المصلحة للثورة تسكت، باقول لأ.. باقول القوة اللى لها مصلحة فى الثورة بتتكلم وتنقد، وأنا قلت هذا الكلام فى ٢٣ يوليو اللى فات، وفى ٢٣ نوفمبر، وتحولت يمكن مكاتب الاتحاد الاشتراكى والنقابات، والأماكن المختلفة إلى أمكنة للنقد، ولكن الثورة المضادة أيضاً موجودة، وانتم تذكروا أننى قلت إن فيه حزب رجعى موجود فى البلد، وإن هذا الحزب الرجعى موجود ومنظم، ومستعد فى أى وقت انه ينقض على هذه الثورة حتى يستعيد ما سلبته هذه الثورة.أما نطلع بهذه الشعارات.. أما نحل الاتحاد الاشتراكى.. لمصلحة مين حل الاتحاد الاشتراكى؟ احنا بنقول فى كل دولة من دول العالم فيه الحزب أو الأحزاب والحكم، ولا يمكن ان يكون فيه حكم مش مستند على حزب، احنا ما عملناش حزب؛ ولكن الميثاق نص على الاتحاد الاشتراكى؛ على أساس أن يجمع الاتحاد الاشتراكى تحالف قوى الشعب العاملة؛ العمال والفلاحين، والمثقفين، والجنود، والرأسمالية الوطنية. وقلنا ان احنا عايزين الديمقراطية.. الديمقراطية الكاملة، وقلنا إن الديمقراطية الكاملة لا يمكن أن تكون بحال من الأحوال كالديمقراطية المزيفة اللى كانت موجودة فى أيام الرجعية، وأيام تحالف رأس المال مع الإقطاع، وقلنا ما هى الديمقراطية الكاملة.. قلنا إن الديمقراطية الكاملة هى إذابة الفوارق بين الطبقات، وألا تنفرد طبقة بالحكم؛ لأنها تكون ديكتاتورية الطبقة، وقلنا فى الميثاق إن الشعب المصرى رفض حكم أى طبقة، ولكن الشعب المصرى عايز الديمقراطية الكاملة بإذابة الفوارق بين الطبقات؛ ودى تكون ديمقراطية الشعب العامل. ممكن تكون هناك ديمقراطية زائفة؛ زى اللى كانت موجودة قبل الثورة، أو تطلع مظاهرات، ويطلع صحف وصحف ترد عليها، ويبقى الإنجليز موجودين، وتدخل البلد تحت النفوذ الأجنبى؛ ولكن ثورتنا هى الثورة الاشتراكية؛ اللى بتنادى بالديمقراطية الاشتراكية التى تنحصر فى إذابة الفوارق بين الطبقات، وتنادى أيضاً بالحرية.. وما هو معنى الحرية؟ إيه هو مفهوم الحرية فى الثورة؟ إيه مفهوم الحرية بالنسبة للعامل مثلاً؟ مفهوم الحرية بالنسبة لأى واحد عامل انه يشتغل.. انه ما يبقاش عامل عاطل، وانه بعد كده يترقى، وان أولاده يشتغلوا، وان يكون عنده حماية من الفصل وتأمينات اجتماعية.

دى الحرية.. ما هو مفهوم الحرية بالنسبة للطالب؟ انه يدخل المدرسة، وانه يتعلم، وان يكون فيه تكافؤ الفرص. إيه مفهوم الحرية بالنسبة للفلاح؟ مفهوم الحرية بالنسبة للفلاح انه يكون مافيش إقطاع.. مافيش استغلال.. فيه تكافؤ فرص؛ ولهذا احنا بنقول إذابة الفوارق بين الطبقات؛ إذابة الفوارق بين الطبقات بيخلى فعلاً مفهوم الحرية مفهوم حقيقى.. أما ان نقول إن فيه حرية، وبنقول إن التعليم مجاناً؛ ومافيش مدارس علشان الناس تدخل فيها؛ بيبقى واجهة زائفة، واجهة غير حقيقية. إيه مفهوم الحرية فى الثورة الاشتراكية؟ إيه مفهوم الحرية فى الديمقراطية الاشتراكية؟ دا كلام لازم نفهمه، ودا كلام لازم نعرفه، ما نعرفش شعارات، ما ننساقش ورا شعارات، وكلنا لازم نفتكر إيه اللى كان موجود قبل ١٥ سنة.. كان فيه شعارات، ولكن هذه الشعارات لم تكن مطبقة.. كان كام عدد العمال؟! كانت فين التأمينات الاجتماعية بتاعة العمال؟! كان فين التأمين من الفصل التعسفى؟! كان فيه دا، ودا، ودا. كان فين التعليم؟! كان فين إذابة الفوارق بين الطبقات؟! كان فين تحالف الإقطاع مع رأس المال؟!

ما هو مضمون الحرية حينما نتكلم عن الحرية؟ إيه هى الحرية للراجل اللى مش لاقى ياكل؟ والراجل اللى مش لاقى يعشى ولاده؟ مضمون الحرية لهذا الرجل انه يلاقى يوكل ولاده، ويلاقى يعشى ولاده.. دى الحرية الحقيقية.. الحرية الاشتراكية، والديمقراطية الاشتراكية اللى احنا بنتكلم عليها، الحرية مش شعارات. (تصفيق وهتاف).

أيها الإخوة:حينما نردد الشعارات، أو حينما نسمع بالشعارات؛ لازم نعرف إيه اللى ورا هذه الشعارات، ولازم نعرف ان فيه ثورة مضادة – أيضاً – موجودة، وطالما فيه ثورة فيه ثورة مضادة. أما بنقول نلغى الاتحاد الاشتراكى لا.. طيب ما نقول نصلح الاتحاد الاشتراكى.. نلغى الاتحاد الاشتراكى يعنى إيه؟ يعنى نلغى تحالف قوى الشعب العاملة؛ يعنى بقى بعد كده إذا لغينا الاتحاد الاشتراكى حيقوم حزب، يا حزب واحد، يا أحزاب متعددة، حيقوم حزب حيبقى حزب إيه؟ يا حزب رجعى ويمثل الرجعية، يا حزب يمثل طبقة من الطبقات، واحنا قلنا حتى كعمال احنا مش عايزين حزب عمال، ومش عايزين يبقى فيه ديكتاتورية العمال، ولا ديكتاتورية الطبقة العاملة. قلنا كده واتفقنا على هذا الكلام، حيقوم حزب عمال؛ حيقوم حزب يمثل البروليتاريا، يمثل ديكتاتورية الطبقة العاملة، أو حيقوم حزب زى الأحزاب اللى كانت موجودة قبل الثورة، وتمثل تحت اسم الديمقراطية الزائفة ديكتاتورية الإقطاع ورأس المال.

إذن شعار حل الاتحاد الاشتراكى، شعار وراه نوايا أخرى، وراه نوايا غير سليمة. حنقول تعدد الأحزاب؛ طيب تعدد الأحزاب كيف نطبق النظام الاشتراكى بتعدد الأحزاب؟ بعد ما نخلص مرحلة التحويل الاشتراكى نبقى نفكر فى هذا الموضوع، وأنا مرة فى مجلس الأمة قلت ان احنا فى مرحلة التحول الاشتراكى وبنتساءل: هل نعمل حزب أو نعمل حزبين، أو نعمل أكتر من هذا؟ فى اجتماعات مجلس الوزراء يمكن بعد النكسة، ولكن قلنا ان احنا عندنا تحالف قوى الشعب العامل، فيه الاتحاد الاشتراكى اللى هو معناه الديمقراطية الكاملة للشعب العامل، واللى هو معناه ان مافيش ديكتاتورية طبقة من الطبقات، واللى هو معناه ان احنا بنحل مشاكلنا وتناقضاتنا الطبقية بالوسائل السلمية، مش بالوسائل الدموية، واللى هو بيوصلنا إلى إذابة الفوارق بين الطبقات بطريقة سلمية. واحنا قلنا قبل كده وأنا اتكلمت عن الاتحاد الاشتراكى يوم ٢٣ نوفمبر أو ٢٣ يوليو، وقلنا عايزين نصلح ونصلح، أما رفع شعار حل الاتحاد الاشتراكى معناه ان احنا نبقى فى فراغ.

رفع شعار حل مجلس الأمة يعنى إيه؟ يعنى برضه نربطه بحاجة ثانية مع شعار حل مجلس الأمة.. رفع شعار إلغاء نسبة الـ ٥٠% من العمال والفلاحين؛ لأن العمال والفلاحين ناس مش متعلمين.. ناس مش مثقفين، ولا يصح لهم انهم يمثلوا فى مجلس الأمة. احنا ليه عملنا ٥٠% عمال وفلاحين؟ علشان لا تستطيع قوى الثورة المضادة حتى إذا دخل منها عدد فى مجلس الأمة إنه يحول هذه الثورة – عن طريق التشريع فى مجلس الأمة – إلى سلب مكاسب العمال والفلاحين، أو إلى إنهاء الثورة الاشتراكية.. دا السبب فى الـ ٥٠% عمال وفلاحين.

هذه هى الثورة الاشتراكية، وهذا هو طريق التحول الاشتراكى، وهذه هى الحرية، طبعاً الحرية زى ما قلنا هى حرية المواطن وحرية الوطن، وقلنا إن الحرية كل الحرية للشعب.. لأبناء الشعب.. لهم كل الحرية انهم ينتقدوا إنهم يتكلموا، إنهم يناقشوا الأمور؛ لأن الأمور أمورهم، ودا كان واضح من بداية الطريق. وقلنا أيضاً ان احنا لا يمكن ان احنا نعطى حرية لأعداء الشعب.. إذا حصل تآمر؛ إذا حصل أى شىء سواء من أقصى اليمين أو أقصى اليسار يجب ان احنا نواجه هذا بعنف، ودا اللى حصل سنة ٦٥؛ لما تآمرت جماعات الإخوان علشان تهديم هذا البلد.. ماكانش فيه ولا واحد فى المعتقل، ولكن نتيجة لهذا التآمر اضطرينا أيضاً – زى ما قلت لكم قبل كده – ان احنا نعتقل عدد من الإخوان؛ من جهاز التنظيم السرى، اللى كان موجود قبل كده فى مؤامرة سابقة وحكم عليه وبعد كده أخد عفو.

بدى أقول إن الثورة لابد أن تتصدى لعناصر الثورة المضادة؛ سواء كانت تمثل الرجعية أو تمثل أقصى اليمين، أو تمثل أقصى اليسار المتطرف.

الظروف اللى بنعيش فيها النهارده تشجع الثورة المضادة، ليه؟ لأن احنا قابلنا نكسة فى ٥ يونيو، والاستعمار والصهيونية استطاعوا انهم يلحقوا بنا الهزيمة.. طبعاً الرجعية تنتعش، الرجعية تشعر إن أمامها فرصة، ومن ورائها الاستعمار لتنقض على هذه الثورة.

ويستغلوا مين؟ يستغلوا الشعب الطيب.. الشعب البرىء، واحنا نعرف حتى فى الماضى قبل الثورة يمكن العمال ضللوا بواسطة الرجعية، والطلبة أيضاً ضللوا بواسطة الرجعية، أنا باقول إن العملية بدأت عملية تلقائية أما بدأت هنا فى حلوان، وبدأت عملية تلقائية أما بدأت فى الجامعة، ولكن بعد كده العملية ما أصبحتش عملية تلقائية. كل واحد يمكن فى البلد له أوضاع طبقية، وأنا برضه باقول لإخواننا الطلبة فى الجامعة: قبل ما تنقاد ورا أى شعار شوف مين اللى يردد هذا الشعار، وكل واحد له أوضاع طبقية.. طبعاً فيه ناس اتاخدت أملاكهم، وفيه ناس اتاخدت أراضيهم، فيه ناس اتأممت مصانعهم، ودول أولادهم موجودين فى أوساطنا، بيسمعوا منا كلام ويروحوا فى البيت يسمعوا كلام تانى.. يسمعوا منا فى المدارس والمعاهد كلام عن الثورة والاشتراكية، لكن بيروحوا فى البيت بيسمعوا الكلام اللى بيمثل الرجعية.. بيتأثروا طبعاً بما يحدث فى بيوتهم وبما حصل فى عائلاتهم. وأنا قلت لكم إن ثورتنا ماكانتش ثورة دموية عازلة أبداً.. احنا قلنا بالوسائل السلمية بنزيل الفوارق بين الطبقات، الرجعية اتحركت.. ازاى؟ حاولوا استغلال مظاهرات الطلبة بعد كده، حاولوا يتصلوا بالعمال، وأنا شفت أحمد فهيم، وعرفت منه محاولات بكل الوسائل للاتصال بالعمال فى أماكن مختلفة فى البلد.. ليه؟ علشان العمال يسيروا فى طريقهم، ورفعوا لهم أيضاً شعارات الحرية والديمقراطية؛ ولكن العمال فى كل مصنع وفى كل مكان عمل رفضوا، ولم يخدعوا بمحاولات الرجعية، ولا محاولات الثورة المضادة. (تصفيق وهتاف).

أيها الإخوة:

أصعب مرحلة.. فى هذه المرحلة؛ مرحلة التحول الاشتراكى، هناك دائماً مشاكل كثيرة، وفى هذه المرحلة؛ مرحلة التحول الاشتراكى، لم نعامل الطبقة القديمة اللى كانت حاكمانا بعنف، احنا النهارده فى مرحلة نضال ثورى أقسى من أى وقت مضى. أعداؤنا يعتبرون ان النكسة اللى احنا فيها أرض خصبة.. حاولوا يستغلوا انفعالات الطلبة، ما قدروش يحولوها إلى النتيجة اللى هم عايزنها.

بالنسبة للشعارات اللى اترفعت ما قدروش يضللوا.. كلنا نفهم شعارات الثورة بالنسبة للديمقراطية وبالنسبة للحرية.. الفرق بين الديمقراطية الاشتراكية والديمقراطية الرجعية، كلنا نفهم إن أحسن وأنسب تنظيم لنا هو تحالف قوى الشعب العاملة؛ ان احنا شعب طيب ما بيتجهش إلى الصراعات الدموية، ولكن علينا أن نحسن. طبعاً لما يبقى فيه حزب بيبقى العمل فى الحزب أسهل؛ لأن مافيهش التناقضات الموجودة فى الاتحاد الاشتراكى. التناقضات الموجودة فى الاتحاد الاشتراكى موجودة بالطبيعة؛ لأن هذه التناقضات موجودة فى المجتمع، ولكن إذا أرادت الرجعية وإذا أراد الاستعمار انهم يستغلوا المواقف اللى احنا فيها، ويتمادوا، بيتحول التصادم إلى تصادم دموى.

من الواجب علينا ان احنا نستمر على الفلسفة اللى سرنا عليها دائماً؛ وهى تجنب الصدام الدموى؛ وذلك يحقق كل أهدافنا. يتحقق أولاً بالديمقراطية السياسية، والديمقراطية الاجتماعية، والديمقراطية الاشتراكية، والشعارات اللى بدون مضمون لا يمكن إلا أن تكون شعارات خادعة، إيه اللى قلناه فى الخطب فى ٢٣ يوليو و٢٣ نوفمبر؟ يعنى طلعت إشاعات كتير، وطلع كلام كتير، وطلعت حاجات كتيرة واتقال إن الريس قال حاجات فى ٢٣ يوليو وما اتنفذتش! وقال حاجات فى ٢٣ نوفمبر ولا اتنفذتش! وأنا جبت الخطب اللى أنا قلتها فى ٢٣ يوليو و٢٣ نوفمبر، فى ٢٣ يوليو قلت: من أين نبدأ؟ وإيه العمل؟ وقلت الشعب بموقفه يوم ٩ و١٠ أجاب على أهم سؤال كانت الحوادث تطرحه، وكانت النكسة نفسها تلقيه أمامه وهو: ما العمل؟

أجاب الشعب كما قلت: بالتصميم.. بالمقاومة.. بالاستعداد لكل التضحيات، بالصمود، لكن ذلك ليس نهاية وإنما هو بداية، ذلك أننا نجد أنفسنا بعد ذلك أمام السؤال الملح: من أين نبدأ؟

وأمامكم هنا وعلى مسمع من شعبنا كله ومن أمتنا العربية، أنا أعرف أن هناك أسئلة كثيرة فى نفوسكم، كل واحد جاى بيسمع الإجابة عليها، أقول لكم بصراحة وبوضوح، ليس هناك طريق مختصر أو قصير إلى ما نريد، أيضاً ليس هناك طريق واحد لا بديل له نصل به إلى الهدف، الطريق طويل وشاق، كذلك فإن هناك عدة طرق لابد أن نسير عليها فى نفس الوقت مهما كانت العوائق والموانع والصعاب.

إن النكسة التى واجهتنا كانت أكبر مما توقعنا، ومن ذلك فإننا لا نستطيع أن نقفز قفزاً، مش ممكن.. ما نقدرش نقفز، دا الكلام اللى قلته، ما نقدرش نقفز بغير تدبير كافى إلى أول طريق يقابلنا، وإنما لابد أن ندرك أنه من الضرورى علينا أن نعيد البناء الشعبى والعسكرى لقوى الوطن المصرى، وأمامنا طريق واحد، قلت احنا قدامنا طريق من اتنين؛ الواحد يحسبها يا إما نستسلم بلا قيد ولا شرط! يا إما نناضل! طبيعة شعبنا.. طبيعتنا ونظامنا اللى احنا معروفين به فى العالم طبعاً قدامنا طريق النضال، وأنا أما باقول ان احنا قدامنا طريقين، الحقيقية ان احنا قدامنا طريق واحد، دا الكلام اللى أنا قلته يوم ٢٣ يوليو.

وبعدين قلت بعد كده على التنظيم السياسى ودوره الحاسم، توسيع نطاق القيادة فى الاتحاد الاشتراكى، وقلت إن الحل الاشتراكى طريق الديمقراطية السليمة، وقلت نحن كنا نهدف دائماً إلى إقامة حياة ديمقراطية سليمة.

وكنت أقول ألا وجود للديمقراطية السياسية إلا بالديمقراطية الاجتماعية، لا حرية سياسية إلا بحرية اجتماعية، وكنت أقول أن السبيل إلى الحياة الديمقراطية السليمة هو الحل الاشتراكى؛ وهو إزالة الفوارق أو إذابة الفوارق بين الطبقات، الحل الاشتراكى هو اللى يخلى الوطن ملك لأبنائه، الحل الاشتراكى هو اللى يخلى كل واحد فى البلد له فرصة متكافئة، وبعد كده قلت على أن المعركة مع الجماهير، وبعدين بعد كده قلت كل واحد عليه واجب، قلت ما تجيش تقول لى التنظيمات السياسية هى اللى تعمل، أنا باقول لأ.. كل واحد عليه مسئولية كل فرد عربى فى كل وطن عربى عليه مسئولية ما يلقيش المسئولية على غيره، كل واحد لو قام بمسئوليته، نهزم أهداف الاستعمار والصهيونية، ونستطيع أن نحقق نتائج نضالنا.

وبعدين قلت الشعب كان يطالب ببداية جادة وحازمة، تتفق مع جدية الظروف التى نواجهها وحجمها، وأنا مع الشعب فى هذا. إن عملنا كله يجب أن يتكيف بالظروف التى نواجهها، نحن نواجه ظروف حرب ولابد أن تتكيف ممارستنا لأعمالنا، كل واحد فينا فى نطاق مسئوليته بيزاول حقه، لابد أن يتوقف الإسراف، لابد أن يكون هناك حد للإنفاق على المظاهر ولابد لكل إنسان منا أن يؤدى عمله، وأن يكون للعمل مقياس للحساب ثواباً أو عقاباً، لابد أن يكون هناك حساب عن كل المسئولية، وسوف يكون هناك حساب عن كل المسئولية. الشعب كان يطالب بوضع حد للامتيازات التى حصل عليها البعض بغير وجه حق، وأنا مع الشعب فى هذا، إننا شعب يبنى مجتمعاً اشتراكياً، وهذا المجتمع ليس لطبقة مميزة، بل هو بطبيعته لا يسمح بامتياز طبقى، إنه يسمح بامتياز، العمل وحده والعمل وحده وكفاءة العمل واقتداره تعطى لصاحبها امتيازاً، لكنه امتياز الكفاءة وليس امتياز الطبقة، ولعلى أقول لكم إننى فى الأيام الأخيرة ألغيت كثيراً من الامتيازات التى ظهرت فى المراحل السابقة، وسيظهر هذا فى الميزانية الجديدة.

إن الشعب كله يطالب بالتكافؤ فى التضحيات، وأنا معه فى ذلك. إن الشعب يطالب بالنقاء الثورى والطهارة الثورية، وأنا أطالب مع الشعب بذلك، لابد من النقاء الثورى ولابد من الطهارة الثورية، ولابد من التمسك بقيم الدين والاعتصام بها. دا الكلام اللى أنا قلته فى ٢٣ يوليو.

فى ٢٣ نوفمبر قلت إن حصل تغيير، حصلت حوادث ضخمة، واللى أتاح لهذا التغيير أن يحدث هو الإرادة الشعبية التى تمركزت فى جبهة صمود سياسى بطولى، وقلت إن خطوات التغيير تلاحقت، وكان بعضها فى تلاحقه يبدو وكأنه غير مرئى، وقلت أول حاجة كانت مواجهة النكسة، واتكلمت على هذه الأمور، واتكلمت على التغيير، وقلت ان احنا حنمشى وحنعمل برنامج إلى أخر هذا الموضوع.

اتقال إن جمال عبد الناصر فى خطبة فى ٢٣ يوليو و٢٣ نوفمبر اتكلم على التغيير، واتكلم على حاجات وما احناش شايفين تغيير. هو التغيير إيه! بالنسبة لى التغيير إيه؟ واحد ماشى فى السكة وفرقعت منه العجلة، عنده استبن حيجيب العجلة ويركب الاستبن ويشيل العجلة، ونقول هو دا هو التغيير! مش معقول طبعاً هو دا التغيير، مش حاقول.. مش معقول.. وانتم عارفين، سهل قوى، ويمكن مش سهل قوى، ان أنا أغير عجلة بعجلة، ولكن التغيير بياخد وقته المحدد، وبياخد الدراسة حتى لا نقفز، وأنا باقول يجب ان احنا نكون على بينة من كل شىء، ويجب ان احنا نواجه أعداءنا حينما يشوهوا كلامنا أو يغيروا كلامنا، التقدميين والوطنيين لازم يناضلوا ضد الاستعمار وضد الرجعية.

واحنا بعد الثورة قلنا إيه؟ وأنا قلت كده فى ٢٣ نوفمبر قلنا بنفتح المجتمع.. قلنا عاوزين مجتمع مفتوح، وحتى ناقشنا هذا الموضوع فى اللجنة التنفيذية العليا، وفى مجلس الوزراء، وفتحنا المجتمع، ولكن على أى أساس؟ مش على أساس إن الرجعيين تقفز أبداً، أبداً.. على أساس الاشتراكية، وعلى أساس عدم الانحياز، وعلى أساس السياسة الحرة المستقلة، وعلى أساس عدم المساومة، وبدّى أقول لكم حاجة: أى انفعالات فى المرحلة اللى احنا بنمر بها بتكون معوقة عن تنفيذ خططنا.

بعد النكسة غيرنا إلى مجتمع مفتوح، قبل النكسة يمكن أكثر القضايا اللى كانت بتكون موجودة، كنا بنعملها قضايا سرية، طبعاً فيه ناس بتتكلم على قضية المؤامرة، وأنا عارف فى قضية المؤامرة حتيجى حاجات كتيرة جداً، ولكن أنا كنت عايز – الحقيقة – الناس تعرف إيه الظروف اللى احنا كنا فيها، والناس كانت فاهمة ان من السهل ان الواحد بيقول الأمر، وان الأمر لازم يكون قابل للتنفيذ كأنها كتيبة عسكرية واحدة! الموضوع أبداً مش بهذا الشكل! وأيضاً كان من الواجب ان احنا نعرف ان الأمور إذا وصلت إلى مراكز قوى، بتختلف، وقد تسوق إلى مصائب كبيرة.

القضية كانت علنية، كل شىء فيها كان بينشر، ودا سبيل من سبل المجتمع المفتوح، واحنا ماكناش خايفين أبداً من هذا الكلام، ولكن كنا عايزين أيضاً ان احنا نعرف أن مراكز القوى اللى كانت موجودة انتهت، وأن الجيش بيقوم بواجبه الحقيقى.. واجبه نحو وطنه.. واجبه نحو الشعب، بيقوم بواجبه بعد النكسة أو بعد الهزيمة.

احنا مش أول بلد حصلت فيها هزيمة، وزى ما قلت لكم فى أول الحرب العالمية الثانية، الجيش الإنجليزى رجع من دانكرك إلى بريطانيا بدون سلاح وبدون معدات، وحتى يمكن بدون هدوم كمان، ولكن دا ما تسببش فى اليأس وما فصلش بين الجيش والشعب، وغرض عدونا زى ما قلت لكم دائماً أن يمزق التلاحم بين الجيش وبين الشعب، وزى ما قلت لكم غرض عدونا انه يحط فى نفوسنا أسباب اليأس، وزى ما قلت وأحب برضه أكرر مرة ثانية ان عدونا يحب يهدد، أو يحب يخلخل جبهتنا الداخلية، حتى لا تشعر قواتنا المسلحة الموجودة على خط النار أن ضهرها محمى، مش احنا أول بلد هزمت فى المعركة، ولكنا بعون الله، بالصبر والنضال، نستطيع أن نعوض النكسة، ونستطيع أن نعوض ما فات. (تصفيق حاد وهتاف).أيها الإخوة:

هذه الثورة هى ثورة الشعب العامل كله، وبالنسبة لأى ثورة مضادة أو تحرك رجعى، لابد للثورة أن تناضل بأى وسيلة من الوسائل، لابد لقوى الشعب العاملة أن تناضل، العمال يناضلوا فى سبيل حقوقهم، الطلبة أيضاً يناضلوا فى سبيل حقوقهم، الفلاحين يناضلوا فى سبيل حقوقهم، قوى الشعب العاملة كلها تناضل فى سبيل حقوقها، كل واحد يعرف إيه حقه، إيه مكسبه من مكاسب الثورة، المثقفين أيضاً يناضلوا فى سبيل حقوقهم.

طبعاً فى وقت الأزمات.. وقت النكسات؛ وزى الأوقات اللى احنا بنمر فيها تظهر قوى انتهازية كبيرة، ناس كانت بتشتغل بوش وتشوفها النهارده بتشتغل بوشين، مش شىء غريب قوى ان احنا نشوف الناس النهارده بتشتغل بوشين، ما هو بيقول لك أنا أمسك العصاية من الوسط، هو أنا عارف حيحصل إيه؟ ما هو الاستعمار قوى، والاستعمار قادر، واللى يقول لك أمريكا قادرة تعمل، وأمريكا قادرة تغير، وهى أمريكا مش حتسيبنا! طبعاً دا يبقى يمثل الانتهازيين.. الانتهازيين دول بنسيبهم على جنب، وطبعاً كل انتهازى يظهر لازم نكشفه، وكل رجعى يظهر لازم نكشفه، كل واحد فينا من قوى الشعب العاملة يعرف إيه مكاسبه، وإيه حقه، إيه اللى حصل؟ حقوق الشعب، واستعادة الحقوق المغتصبة… ولا يمكن أن نعطى أعداء الشعب الفرصة للانقضاض على حقوق الشعب.

وفيه ناس بيقولوا مافيش معارضة، أنا باقول أبداً فيه معارضة، واحنا شايفين هذه المعارضة، مجلس الأمة نفسه فيه معارضة، الناس اللى بيقولوا نلغى مجلس الأمة، أنا باقول إن مجلس الأمة دا تقريباً هو أول مجلس أمة فى مصر بيكمل مدته، قرب يكمل الخمس سنين.. بتوعه، وهذا المجلس بيشتغل بيشتغل فيه لجان ويمكن وسائل الإعلام فعلاً لم تبين الشغل، وفيه ناس معارضين، فيه عدد معارضين، وفيه كتلة موجودة فى المجلس معارضة، ومتماسكة ومعارضة، ولكن احنا مش شايفين فى هذا أى تصادم! قد يكون هناك تناقض، وإيه مطلب إلغاء مجلس الأمة؟ قلت لكم مطلب إلغاء مجلس الأمة أو حل مجلس الأمة مرتبط بمطلب آخر هو إلغاء نسبة الـ ٥٠% من العمال والفلاحين.

احنا لما بتكون فيه معارضة بنسيبها تعبر عن نفسها، وطبعاً فيه حتى معارضات عن رأينا فى الصحافة، وفى الصحافة احنا ما منعناش أى مقالة، كل واحد كتب مقالة اتنشرت، وأنا قلت لكم قبل كده ان أنا جت لى جوابات وقالوا لى انت سايب هذا التناقض فى الصحافة ليه؟! لأن دا بيبلبل الناس! بيترفع شعار حرية الصحافة، باقول ان احنا لم نمنع، وماكانش فيه رقابة قبل النكسة، والصحافة طبعاً مملوكة للاتحاد الاشتراكى، ولكن كان الرقيب هم الصحفيين على أنفسهم، وكان رئيس التحرير هو اللى بيشوف إيه اللى ماشى مع الميثاق وإيه اللى ماشى مع مصالح قوى الشعب العاملة.

أيها الإخوة:

احنا فى سيرنا كثورة .. كمناضلين.. كوطنيين، نعتبر أن تحالف قوى الشعب العاملة هو الضمان، ولهذا يجب أن نحافظ على تحالف قوى الشعب العاملة.

النهارده وأنا باتكلم معاكم بعد الحوادث اللى فاتت، وبعد كلامى وبعد توضيحى للأمور، وأنا باتكلم ليكم كعمال، ولكن باتكلم للناس كلها فى كل بيت من البيوت، وباتكلم للشعب كله، باقول ان احنا لازم نكون على وعى كامل.. على وعى شديد ان احنا لازم نفتكر دائماً ان العدو موجود فى أرضنا، باقول ان احنا لازم نفتكر أن الاستعمار تآمر ضدنا، باقول ان احنا لازم نفتكر ان احنا فى ثورة اشتراكية، وإن هناك ثورة مضادة موجودة دايماً من أعداء الاشتراكية، وإن الواجب علينا ألا نعطى لهذه الثورة المضادة أى سبيل، أو أى طريق، أو أى فرصة، الواجب علينا أن نقضى على آمالها بالنضال والتضامن بين الوطنيين والتقدميين. باقول هذا الكلام لكم.. للعمال، باقول هذا الكلام للطلبة! باقول إن حصل سوء تفاهمات، وانفعالات عاطفية، وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه، باقول اتقال لنا إن كل واحد بيفكر مصلحته فين.

النهارده الجامعة مقفولة ولكن الجامعة مش حنقدر نخليها مقفولة طبعاً على طول، أبناؤنا لازم يعوضوا اللى فاتهم، وبنحتاج لهم فى جهدنا وفى إنتاجنا بعد تخرجهم، الجامعة حتفتح قريب، وفيه عدد من الطلبة محتجزين وتحت التحقيق عددهم حوالى ٦٠، وأنا باقول ان الطلبة دول بنخرجهم فى أقرب فرصة ممكنة، لازم يخرجوا قبل العيد والجامعة تتفتح، وأنا على ثقة أن الكل سوف يعى هذا الكلام، وأن أى عناصر مضللة لا يمكن أن يستجيب لها الشعب المناضل، الجبهة الداخلية كلها تتحول إلى مناضلين للثورة، وإلى أهداف الثورة.

باقول أيضاً ان احنا إذا تركنا أهداف الثورة حندخل فى الصراع الطبقى، حندخل فى دموية الصراع الطبقى، واحنا فى الميثاق قلنا ان احنا ضد دموية الصراع الطبقى، باقول إن إذا تركنا قوى الثورة المضادة، والمجال أمامها مفتوح، سوف تزيد من نشاطها، وسوف نضطر إلى إجراءات أعنف.

أيها الإخوة:إذا كنا نريد أن نضع ما حدث فى إطاره السليم فلابد أن نأخذه كظاهرة من ظواهر الاهتمام الشعبى الواسع بالأحداث المصيرية التى نعيش فى وسطها، ولابد أن نأخذه أيضاً كعلامة من علامات التصميم الشعبى العميق على فتح الطريق أمام النضال الوطنى، لكى يصل غايته، لابد أن نعود إلى ظروف ما بعد النكسة مباشرة.

تذكرون أننى قررت التنحى وتحمل المسئولية فى النكسة كلها واعتزال الحياة السياسية، تذكرون ما حدث يوم ٩ و١٠ يونيو؛ ما اعتبرته واعتبره العالم كله ثورة جديدة، وقبلت البقاء – كما تذكرون – إلى حين تنتهى عملية إزالة آثار العدوان، ثم تعود الأمور كلها مرة ثانية للشعب يبدى فيها رأيه ويقول كلمته، واعتبرت يومى ٩ و١٠ يونيو تفويض من الشعب، تفويض للنضال زى ما قلت لكم، وحددت لكم فى يوم ٢٣ يوليو تصورى لأبعاد هذا النضال، وتكلمت عن التغيير الذى تريدونه وأريده معكم فى الحياة السياسية، وحينما نتكلم عن التغيير لابد أن نقف طويلاً لنتحدث عن التغيير، إيه التغيير اللى حصل؟ والتغيير لا يمكن أنه يحصل فى الهوا، ولابد أن يحدث التغيير ونحن واقفين على الأرض.. على أرض صلبة وعلى أرض واسعة.

فى ظروف ما بعد النكسة لم تكن الأرض صلبة، كل حاجة فيها بتهتز، النكسة كانت بمثابة زلزال كبير لم تكن الأرض واسعة، لقد كان مجال التحرك العملى أمامنا ضيق ومحصور، الشعب رفض الهزيمة وصمم على المقاومة، الشعب لم يفرط فى إرادته وإنما تمسك الشعب بإرادته، وفرض بها ضرورة الاستمرار فى المقاومة مهما كان الثمن. لكن إرادة الصمود ليست مجرد عاطفة وشعور، وإنما إرادة الصمود لابد أن تدعمها إمكانية الصمود، الخطوة الأولى التى كان لابد أن نبدأ بها إعادة بناء القوات المسلحة، كان لابد لنا أن نفتح أمام أنفسنا كأمة عربية، وأمام أصدقائنا وأمام الرأى العام العالمى كله فرصة الحل السياسى وفى نفس الوقت كان لابد علينا أن نضع فى حسابنا؛ أن ما أخذ بالقوة لا يمكن أن يسترد بغير القوة. (تصفيق حاد).

وإذن كان علينا أن نعيد بناء قواتنا المسلحة، إيه اللى فعلناه فى إعادة بناء قواتنا المسلحة؟ علشان نبنى قواتنا المسلحة حنعوز أولاً أسلحة، حنعوز احتياجات كثيرة، ودا عايز عمل سياسى، واتصالات سياسية لا أول لها ولا أخر. العمل العسكرى، تنظيم الوحدات العسكرية، التدريب، استيعاب السلاح، كل دا ونحن فى خنادق ميدان القتال، دا مثل للصعوبة، حتى صعوبة ان احنا نسحب قوات من اللى موجودة فى الجبهة علشان نعمل بها مناورات أو نعمل بها تدريبات.

حققنا فى ذلك ما أنا راضى عنه، وما أعتبره من المعجزات فى مثل المدة التى تحقق فيها، لا أقول أكثر من ذلك تفصيلاً وأنتم لا ترضون أن تسمعوا منى أكثر.

الخطوة الثانية: الصمود الاقتصادى، بعد قفل قنال السويس كان لابد أن نواجه فترة حرجة قدر لها أن تبدأ فى شهر ديسمبر الماضى، كان لابد أن نعيد ترتيب مواردنا، ونحصل على موارد إضافية، نزيد طاقات إنتاجنا الكبيرة التى بنيناها بالعرق والدم خلال سنوات سابقة من نضالنا ونمشى، احنا عرفنا حصل فى هذا الوقت أن كهربة السد العالى وصلت القاهرة ووصلت اسكندرية، كان لابد من حشد كل موارد إنتاجنا لمعركة شاقة طويلة مريرة، لكنها معركة مقدسة لا نحيد عنها ولا نلين فيها، ولا نقبل بعدها ما هو أقل من نصر شريف عادل.

فى الناحية الاقتصادية كان لابد أن نوفر كل احتياجاتنا من الخارج، وهى ليست احتياجات بسيطة، وإنما هى احتياجات حيوية، واحنا بنعرف أهم حاجة يمكن بنجيبها من الخارج هى القمح، رغيف العيش اللى بنطلبه كل يوم، واللى بناكله كل يوم، كان أعداءنا فاكرين ان احنا حنصبح يوم ما نلاقيش القمح وما نلاقيش رغيف العيش.

دا كان الشغل الشاغل، وكان لابد ان احنا أيضاً نبنى احتياطى نقدى نستند عليه فى الساعات الحاسمة. عملنا فى هذا الكثير، اجتماعات اللجنة التنفيذية العليا كانت كلها من أجل الوضع الاقتصادى، ومن أجل تأمين مستقبلنا واحتياجاتنا وصمودنا، والمال عصب الحرب، ازاى حنحارب من غير ما نصمد اقتصادياً؟ ازاى سنقاتل ونحرر أرضنا من غير ما نوفر الأكل لنا؟ ازاى حنوفر الأسلحة من غير ما نوفر المال؟

الخطوة الثالثة: ان احنا نعيد تنظيم جبهتنا الداخلية وسرنا فى هذا، ونعيد تنظيم جبهة المقاومة العربية الرسمية والشعبية، وشاركنا بجهد فى هذا السبيل، وساهمنا إيجابياً فى إعادة توجيه الكثير من الظروف العربية، وكان حرصنا دائماً على المبادئ وعلى المصلحة القومية، وأنا اتكلمت عن مؤتمر الخرطوم قبل كده بالتفصيل.

بعد كده خرجنا من اليمن، وتركنا الثورة اليمنية قادرة على حماية نفسها، والدفاع عن مبادئ الشعب اليمنى وآماله فى مستقبل جديد. وخرج الاستعمار من الجنوب العربى وقامت دولة مستقلة فى الجنوب اليمنى، وبهذا ابتعدنا.

وفى نفس الوقت لم ننشغل عن المؤامرات التى تحاك ضد عروبة الخليج، وضد استقلاله. ولقد أبلغنا الملك فيصل أننا نؤيد كل خطواته فى الدفاع عن عروبة الخليج، وعن استقلال الخليج، وسوف نعمل كل ما فى وسعنا فى ذلك الصدد، بغير أن تلهينا المشكلة الكبرى التى نواجهها هنا عن وحدة المصير العربى، وعن كل آمال الحرية والطموح القومى لأمتنا العربية.

فى نفس الوقت كنا نشجع كل قوى المقاومة العربية ضد الاستعمار وإسرائيل، بكل الوسائل فى كل الميادين وفى كل الظروف.

هذه الخطوات الهامة: إعادة بناء القوات المسلحة، توفير إمكانية الصمود الاقتصادى، تنظيم الجبهة العربية القومية كانت هى فى الواقع عملية تحضير الأرض للصمود.. الصمود واستمرار المقاومة ليست عاطفة غلابة فقط، وليست منى نتجاوز به الواقع، كان لابد أن نمهد الأرض لكى تصبح أرض صلبة وواسعة، حتى تصبح أرض نستطيع أن نجرى عليها المعركة المزدوجة التى استهدفتها الثورة الشعبية يومى ٩ و١٠ يوليو، عندنا معركة إزالة آثار العدوان، والعمل السياسى والعسكرى لتحقيق ذلك الهدف الأسمى، ومعركة العمل الداخلى الذى يجدد شباب الثورة ويعطيها الإمكانيات غير المحدودة للنمو والانطلاق. لابد من أرض لهذه المعركة المزدوجة، لابد من أرض صلبة وواسعة، بدون هذه الأرض يكون عملنا كله معلق فى الهواء.

أيها الإخوة:

خلال ذلك كله كانت هناك معارك فرعية، ومع أنها فرعية فإنها كانت تستطيع التأثير على سير النضال، وتعطيل عملية تمهيد الأرض وتحضيرها للمعركة المزدوجة مع العدو على خط النار، ومن أجل التغيير لتجديد شباب الثورة واستمرارها، واتكلمنا فى هذه الأمور، كلنا عارفينها، وأول هذه المعارك هى معركة مراكز القوى القديمة، وأنا أعلنت قدامكم ان أنا لن أقبل أنصاف الحلول، ولكن حتى ذلك أيضاً لم يكن معناه العنف غير الضرورى وغير اللازم؛ خصوصاً فى مثل ظروفنا، وقلت لكم أن مراكز القوى القديمة تتمثل فى طبقة من العسكريين السياسيين، بعضهم أدى دوره فى الثورة، ولكن الثورة تجاوزت قدراتهم وتجاوزت مصالحهم، وتجاوزت استعدادهم للتطور، كانوا يريدون السلطة، وقلت لكم إن أنا كنت شايف من وقت طويل بعض مظاهر الانحرافات، ولكن ذلك كان موضوع لابد من علاجه بأسلوب يأخذ فى اعتباره الكثير من الملابسات والأوضاع.

قلت لكم إن هذه الطبقة العسكرية السياسية كانت قد وصلت إلى حيث اعتبرت نفسها وريث شرعى للثورة، أو بمعنى أدق وريث للحكم أو بمعنى أكثر تحديداً أن الثورة بالنسبة لهم أصبحت هى الحكم، والحكم بالنسبة لهم أصبح مظاهر ومغانم.

وبعد النكسة بعد ٩ و١٠ يونيو، هذه الطبقة أدركت أنها تواجه اختبار حياة أو موت، وحين أصدرت القرار يوم ١١ يونيو بتغيير كل قيادات القوات المسلحة، فإن هذه الطبقة وجدت أنها سوف تفقد كل شىء، واستغلت هذه الطبقة كل مقدس حتى الصداقة بين الإخوة، وكل شىء كنا نعرفه، وبلغ الأمر بهم فى التفكير فى الاستيلاء على سلطة القيادة العليا للقوات المسلحة.

كان تفكيرهم كله فى السلطة، وكان تفكيرهم كله فى مراكزهم، وكانت هذه بالنسبة لى معركة جانبية مرهقة ومضنية، ولأن هذه المعركة اشتركت فيها عناصر من القيادة العامة السابقة، ومعها عناصر من إدارة المخابرات العامة فى أوضاعها السابقة، وكان لابد أن نقبل المواجهة مع هذه العناصر التى كشفت الظروف عن انحرافاتها.

وهكذا كان التحرك لضرب المؤامرة، وكان التحرك فى نفس الوقت لإعادة جهاز المخابرات إلى وظيفته الطبيعية، للعمل ضد أعداء الوطن، ليس لمجرد السيطرة داخل هذا الوطن. وزى ما قلت لكم بالنسبة لهذا الموضوع تجئ دور المحاكمات.. المحاكمات أثارت كلام كتير، وأنا عارف أنها أثارت كلام كتير، وكنت عارف من البداية أنها سوف تثير الكثير من الكلام. كان فى استطاعتنا زى ما قلت لكم ان احنا نؤجل المحاكمات، أو نخلى المسئولين فى الاعتقال، إلى حين إزالة آثار العدوان، وكان من الممكن جعل المحاكمات سرية، فى الحقيقة – زى ما قلت لكم – ان أنا رفضت، كنت أريد بكشف مراكز القوى القديمة أن يكون واضحاً أن مجتمعنا بعد تجديد الثورة فى ٩ و١٠ يونيو لن يسمح بمراكز قوى جديدة، وأن أى مراكز للقوى مهما تصورت أنها دعمت نفسها بوسائل السلطة؛ سوف تقع يوماً تحت طائلة العقاب، وهذا معنى له أهمية فى رأيى. وكنت من ناحية أخرى أريد بالمحاكمات أن تكون إعلاناً واضحاً بأن الثورة قادرة على أن تبرئ نفسها من كل انحراف، وأن تكون المحاكمات نفسها رمزاً ومعناً جديداً هو نفسه معنى العزم على صيانة الطهارة الثورية، والنقاوة الثورية.

وكنت من ناحية ثالثة – وهذه نقطة هامة فى تقديرى – أريد أن تكون المحاكمات العلنية بمثابة عملية نقد ذاتى تقوم بها الثورة لنفسها، كان فى استطاعتنا أن نخفى أن ما كشفته المحاكمات وقع، وكان فى استطاعتنا حرصاً على سمعة الثورة أن نحيط كل شىء بالكتمان، لكن ذلك فى رأيى معناه خطأ سياسى فادح.. كان لابد للثورة أن تقوم بعملية نقد ذاتى لنفسها، إن ذلك حدث فى إطارها، وفى حكمها، وإن ذلك أمكن حدوثه فى عهدها، إن القصاص الشريف والكريم كان يحتم مثل هذه العملية فى النقد الذاتى.

وإذا لم تكن الثورة قادرة على أن تمارس النقد الذاتى بالنسبة لنفسها، وبالنسبة لقوى كانت تنتمى إلى صفوفها، وإن كانت قد تخلت عن مبادئها؛ إذن فهى ثورة غير قابلة للتجديد، تجمدت وتحجرت، وهذا أخطر ما يصيب الثورات. وبصرف النظر عن المرارة التى أحسست بها وأنا أتابع وقائع المحاكمات، ولقد كانت هذه المرارة بالتأكيد لدى كل الشعب بمثل ما كانت لدى، فإننى أعتز بأننا استطعنا بواسطة المحاكمة أن نقوم بهذه العملية علنية ومفتوحة بكل ما فيها مما يستوجب الحزن والأسى، وفى نفس الوقت كنا نتحرك للتصحيح، وإذا كنا لم نقطع طريق التصحيح كله، فلقد كانت هناك إشارات كثيرة ترسم اتجاه الطريق، فتحت مناقشات واسعة فى الصحف، وجرت مناقشات واسعة جداً، بعدين وصلنا فى التصحيح بلاغ عن حادث تعذيب حصل فى المخابرات، حول للتحقيق وحول إلى محكمة الثورة، صدرت أوامر أن المخابرات لا تعتقل أى فرد.

المخابرات النهارده فى وضعها الجديد هى تعمل من أجل الشعب، فيه حوالى ٣٠٠ فرد من المخابرات فى عهدها القديم سابوا المخابرات، فيه تغييرات وتصحيحات فى كل مكان زى ما قلت لكم، فيه تغييرات وتصحيحات بالنسبة للامتيازات. بالنسبة للكلام اللى أنا قلته لكم وقلت أن الشعب عايز وأنا معاه، بالنسبة لتكافؤ الفرص، بالنسبة لحاجات كتيرة، فيه تصحيحات، وفيه تغييرات، ولكن زى ما قلت لكم التغيير ماهواش ان أنا باشيل حاجة وباحط حاجة كده من على الترابيزة وباغيرها، التغيير عملية طويلة عايزه وقت، وعايزه جهد، وعايزه برنامج، وعايزه أرض صلبة، وعايزه أرض واسعة نقف عليها.

اتكلمت عن قانون من أين لك هذا؟ وراح إلى مجلس الأمة. اتكلمنا عن الحريات العامة، ولغينا بالنسبة لقانون الأحكام العسكرية محاكمة المدنيين، إلا الناس طبعاً اللى بيخضعوا لقانون الأحكام العسكرية اللى كانوا قبل كده فى الجيش، ومجلس الأمة قال إنه عايز يبحث قوانين الحريات العامة، وعمل لجنة لبحث قوانين الحريات العامة.

قلنا التغيير، وبدى أفهم حينما نفكر، ونفهم جميعاً تفكيرنا فى استمرار الثورة الاشتراكية وفى التغيير كان أوسع وكان أشمل، قلنا عايزين مجتمع مفتوح، عايزين مؤسسات ثابتة، عايزين جمع شمل الدولة بدون مراكز القوى، ولكن التغيير مش معناه ان احنا كل واحد عايزنى أغير الرئيس بتاعه، وكل واحد عايزنى أغير مدير الشركة بتاعته، وكل واحد عايزنى أغير الحتة اللى هو فيها، وأنا سألت ناس كتير إيه تقصد بالتغيير؟ كل واحد بيبص للتغيير من زاوية ضيقة.. زاوية محدودة، الزاوية اللى هو فيها، احنا بنبص للتغيير.. بالنسبة لتغيير عملنا فى مجالات الدولة المختلفة، تفكيرنا فى استمرار الثورة الاشتراكية وفى التغيير كان أوسع وأشمل، ولابد أن يكون أوسع وأشمل.. تفكيرنا فى استمرار الثورة الاشتراكية وفى التغيير كان لابد له أن يكون مصداقاً لأهداف يوم ٩ و١٠ يونيه وتحرك الشعب فيهم وآماله الواسعة، وباعتبر برضه زى ما قلت قبل كده الناس باستمرار عايزه تسمع عن التغيير، عن المستقبل، عن السير فى الثورة الاشتراكية، عن استمرار الثورة.

أيها الإخوة:لقد جئت اليوم لكى أتحدث معكم فيما وقع خلال الأيام الأخيرة، وشرحت لكم وجهة نظرى فيه، كذلك جئت لكى اشترك معكم فى عملية وضعه فى إطاره السليم من حركة النضال الوطنى لجماهير أمتنا المؤمنة والمصممة، لكنى أعترف لكم أننى لم أجئ إليكم حاملاً خطة كاملة، تعبر عن الخطوات التى وصلنا إليها من أجل المستقبل.. إن العمل من أجل المستقبل يحتاج إلى خطوط واضحة، ويحتاج إلى خطة واضحة، نحن نجمع هذه الخطوط، ونحن نكمل هذه الخطة، وسأتحدث إلى الشعب فى أقرب فرصة لأحدد إطار المستقبل، أسلوب التغيير ووسائل التغيير، وأسباب التغيير، حيكون كلامى إلى الشعب فى هذا الموضوع بعد العيد إن شاء الله.

لقد جئت هنا لأننى أردت أولاً وقبل كل شىء، أن تكون حلوان التى تصورها أعداء الثورة العربية بداية لمشكلة، هى فى حقيقة أمرها منطلقاً لاندفاعة ثورية عارمة شابة صحيحة قادرة.

أيها الإخوة:

بقى موضوع لا أستطيع أن أنهى كلامى هنا معكم دون أن أشير إليه، ومن المؤكد أنه يشغل بالكم، ويستحوذ على اهتمامكم، وهو التصرف الإسرائيلى إزاء الأراضى العربية المحتلة.. إزاء الضفة الغربية، وإزاء المرتفعات السورية، وإزاء صحراء سيناء، إن هذا القرار لا يغير شيئاً فى الموقف بالنسبة لنا، ولعله يغير أشياء كثيرة بالنسبة لأطراف أخرى، لعله يغير بالنسبة للدول الأعضاء فى مجلس الأمن، هذه التى أصدرت قرار مجلس الأمن، وناشدت دول المنطقة بالتعاون على أساسه لإيجاد حل سياسى للأزمة، لعله يغير من موقف بعض الدول الكبرى ويريها سلامة الموقف النضالى العربى، لعله يكون دلالة واضحة أمام دول آسيا وإفريقيا التى تتعرض مثلنا لغارات الاستعمار الجديد، لعله يكون علامة لا تخطؤها عين ولا فهم، أمام جميع أصدقائنا وأمام جميع أعدائنا، أما نحن فإن القرار لا يغير شيئاً، هذه الأرض تحت الاحتلال العسكرى للعدو مهما كان الوصف القانونى، وهذه الأرض يجب تطهيرها مهما كانت الأوصاف القانونية. (تصفيق حاد ومستمر).

أيها الإخوة:

إن مهمتنا الأولى ليست أن ندخل فى نزاع قانونى حول تعريف العدوان، وإنما مهمتنا يجب أن تكون مهمة تحرير وتطهير، وهذا ما نعاهد الله ونعاهد أنفسنا عليه.

إن هذا القرار بالنسبة لنا حافز جديد.. تنبيه جديد.. تحذير جديد، وإننا فى هذا المكان ومن هذه البقعة نقسم أننا سوف نخلص هذه الأرض شبراً شبرا.ً (تصفيق حاد وهتاف).

أيها الإخوة:

إننا نقسم أننا سوف نخلص هذه الأرض شبراً شبراً، مهما كانت التكاليف، ومهما كانت التضحيات، إننا – أيها الإخوة – سنكون جبهة واحدة متراصة؛ الجيش والشعب، من أجل النضال من أجل الحرية، من أجل تحرير الأرض المحتلة، إننا – أيها الإخوة – سنسير يداً واحدة، جبهتنا على خط النار، وجبهتنا الداخلية…

إن إسرائيل سوف تعرف – أيها الإخوة – إن هذا القرار الذى اتخذته صلابة وعناداً سوف يكلفها الكثير. إن إسرائيل سوف تخطئ خطأً مروعاً إذا هى تصورت أن الجبهة العربية القومية جبهة واهية، وإسرائيل تخطئ خطأً مروعاً إذا هى تصورت أن الجبهات الداخلية لشعوب الأمة العربية التى تعرضت مباشرة لعدوانها المعزز بقوى الاستعمار، يمكن أن تهتز أو تلين صلابتها، وإسرائيل تخطئ خطأً مروعاً إذا هى تصورت أن الأمة العربية تخيفها تصرفات الإرهاب، وصلافة الذين يتصرفون، وهم يعرفون أن الاستعمار وراءهم يسندهم ويحميهم ويمكن لهم.

أيها الإخوة:

إن الأرض تحت أقدامنا بعون الله، وبإرادة شعبنا أصلب، كما أن الأفق أرحب، وباستطاعتنا الآن أن نخطو بثورتنا.. بثورتكم أنتم، خطوة عظيمة إلى الأمام، تدعيماً لانتصارها الحتمى، وانتصار أمتنا العربية الخالدة. وفقكم الله.

والسلام عليكم ورحمة الله.

عن admin

شاهد أيضاً

ذات يوم 5 أغسطس 1970.. القاهرة ترفض الرد على احتجاج بغداد حول إذاعة ونشر رد «عبدالناصر» على خطاب الرئيس العراقى أحمد حسن البكر

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 5 أغسطس 1970.. القاهرة ترفض الرد على احتجاج بغداد حول …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *