الرئيسية / الوحدة العربية / أسباب انحسار التيار القومى…بقلم : أمين يسرى

أسباب انحسار التيار القومى…بقلم : أمين يسرى

 

 

السفير / أمين يسرى

تمهيد :

أن يقول ويصرح رئيس أكبر دولة عربية أن القومية العربية أصبحت موضة قديمة … وأن تقوم الولايات المتحدة الامريكية ومعها بريطانيا باحتلال العراق واسقاط نظام الحكم فيه . وأن يقوم قبل ذلك النظام العراقى باجتياح بلد عربى مجاور ( الكويت ) . وأن تصبح سوريا تحت الحصار ، ويصبح لبنان على أبواب حرب أهلية . وأن يصبح السودان بموجب اتفاقيات مهددا بفصل جنوبه عن شماله ويتهدد الانفصال غربه وشرقه . وأن يتبرأ قائد ليبيا من العروبة ويعلن انتماء قطره العربى الى أفريقيا . وأن تصبح وحدة إمارات وممالك دول الخليج انعزالا عن الأمة العربية وتسقط قوانينها المواطنة عن المرأة الخليجية التى تتزوج من عربى غير خليجى .. وأن تبقى أقطار المغرب العربى فى حال تنافر وتزيد من ارتفاع حواجز التنقل بين مواطنيها ولا تتفق الا على الارتباط بدول أوروبا وأمريكا . وعندما تنجح اسرائيل فى عقد معاهدات سلام مع مصر والأردن واقامة اشكالا عدة من العلاقات تحت مسميات مختلفة مع العديد من الأقطار العربية ـ ويصبح الصراع العربى ـ الاسرائيلى مجرد خلاف محصور بين الفلسطينيين واسرائيل يدور حول تطبيق اتفاقيات جرى التفاوض عليها سرا وجرى ال! توقيع عليها فى واشنطن علنا ….

عندما يصبح الأمر على هذه الصورة فان انحسار المد القومى الوحدوى بين أقاليم متجاورة تتكلم لغة واحدة لها عادات وتقاليد مشتركة ويجمعها تراث حضارى واحد يصبح حقيقة مؤكدة ويدعو للدهشة أيضا .

هل القومية العربية كانت فعلا “موضة ” انتهى زمانها ؟. وهو سؤال يجب أن يسبقه سؤال آخر .. ما هى القومية العربية ؟.. ولماذا كان هناك مد قومى الى حد اقامة وحدة بين مصر وسوريا ؟ ولماذا حدث التراجع والانحسار ؟ ما دور الحركات القومية فى احداث هذا الانحسار ؟ وما هو مدى مسئوليتها عن احداثه ؟ وبالتالى النظم التى كانت قومية .. لماذا تخلت عن دورها ؟ هل للمناخ الدولى تأثير ؟ وما مداه ؟ ويبقى بعد كل هذا السؤال ما العمل ؟..
هذا ما تحاول هذه الورقة الاجابة عليه فى حدود قدرات محررها الذى يقر سلفا بمحدوديتها ..
أولا : القومية العربية

الحركة القومية العربية المعاصرة لم تولد كما ظن كثيرون فى اطار مواجهة الدولة العثمانية وتفكيكها بل ولدت فى وقت تزامن فيه مظاهر الضعف والانحلال الذى بدأ واضحا على الدولة العثمانية واضطرار ا لأخيرة الى تسليم أجزاء كبيرة منها للقوى الأوروبية الاستعمارية الصاعدة وشعور العرب فى الشرق بالهوية الحضارية للأمة خاصة مع ظهور أتاتورك ودعوته العنصرية ووضوح الأطماع الاستعمارية . والميلاد الحقيقى لهذه الحركة كان فى دمشق عام 1876 على يد حركة الوجهاء بقيادة أحمد الصلح التى ضمت حوالى ثلاثين شخصا فى صيدا وبيروت ودمشق وحلب وحمص وحماة واللآذقية ومن حوران وجبل الدروز . واللآفت للنظر أن هؤلاء الوجهاء كان من بينهم سنة وشيعة ودروز وعلويين . وقد دعت الى اقامة مملكة عربية برئاسة الأمير عبد القادر الجزائرى وذلك لمنع تقاسم المنطقة بين بريطانيا وفرنسا وقد بدأت نياتها الاستعمارية تتضح من ذلك الوقت .
وقد تطور هذا التوجه وتبلور فيما بعد لتكوين القومية العربية تعبيرا عن تمسك بالهوية الحضارية للأمة تنطوى فى طياتها على مشروع للنهوض والتحرر والتصبح حركة مفتوحة لكل العاملين فى اطار هذا المشروع النهضوى التحررى بغض النظر عن خلفياتهم الفكرية والعقائدية وبالتالى فقد أضحت لاحقا حركة جامعة لأنها تعبر عن هوية جامعة كما عن مشروع جامع تحمله هذه الهوية .

وعودة الى أصالة هذه الحركة القومية العربية فأننا اذا تركنا جانبا تاريخ العرب القديم . وتجاوزنا أدواره الحضارية الهامة وركزنا على الوثبة الكبرى التى قامت بها الأمة العربية بعد هجرة النبى العربي عليه السلام لوجدنا أنه منذ أن ظهر الاسلام يكافح النزعات العصبية القبلية ويحل رابطة العقيدة محل رابطة الدم ويتجاوز الحدود القبلية ويتطلع الى تكوين الأمة التى تسمو فوق كل القبائل وتعلو مصلحتها فوق كل مصلحة مارست الأمة العربية وجودها التاريخى لأربعة عشر قرنا على أرض الوطن العربى . لقد سلمت قبائل شبه الجزيرة العربية بالطاعة لدولة المدينة التى أمتد نفوذها الى بلاد اليمن وحضر موت وعمان اضافة الى أطراف العراق والشام . وتحققت وحدة العرب السياسية على أساس وحدة العقيدة والنظم والتشريع والأخلاق والسلوك وتأصلت اللغة العربية بعد أن غلبت لغة القرآن ولهجة قريش على ما عداها من لهجات العرب .

وقامت الأمة العربية بفتوحات سريعة وعظيمة جعلت ملكها يمتد حتى المحيط الأطلسى غربا وهضاب الصين وانهار الهند شر قا واستطاعت أن تفتح خلال قرن واحد بلادا اوسع كثيرا مما فتحه الرومان خلال ثمانية قرون . ورافقت هذه الفتوحات وأعقبتها نظم حضارية وثقافية هائلة أوصلت العرب الى أعلى المراتب فى العلوم والآداب والصناعات ..

وحملت الأمة العربية معها رسالة الخير والعدل الى بلاد الشام والعراق ومصر وتولت تحريرها من العبودية السياسية والاقتصادية بعد أن كان أهاليها يدفعون غاليا ثمن الحرب الضروس بين بيزنطة وفارس بعد حرمانهم من حقهم فى حرية العقيدة واضطهادهم لمخالفة مذهب الدولة المسيطرة عليهم . وبعد الاطاحة بفارس وحصر بيزنطة عند حدود معينة لا تتخطاها وجد أهالى هذه المناطق من العرب ما لم يجدوه فى المستعمرين من فارس والروم فأسلم معظمهم واتحدوا مع العرب فى أصل من أصول الحياة الروحية .. وكانت اللغة العربية سبيلا الى تقاربهم ثقافيا واجتماعيا وروحيا . وظفر غير المسلمين الذين اختاروا البقاء على دينهم بحرياتهم المذهبية وظلت روح الأخاء العربى تجمع بين المسلمين والمسيحيين فى الأقطار العربية حتى يومنا هذا . ويكفى تدليلا على ذلك أن مؤسس حزب البعث ( ميشيل عفلق ) كان مسيحيا والذى شارك مسلما ( ممدوح البيطار ) فى الدعوة لبعث العرب وقيام الوحدة العربية .

فالحركة القومية العربية بما هى حركة هوية عربية ومشروع نهضوى و هى حركة مفتوحة على تراث الأمة الحضارى والروحى كما أيضا يعمل بروح العصر وتحدياته العلمية . انها حركة الأصالة والحداثة معا . حركة الايمان والعلم فى آن واحد معا .. حركة تحرر وتقدم وتوحد وتقدم فى الوقت عينه .

وهى حركة لا تعنى بالضرورة مشروعا سياسسيا محددا للوحدة بل هى دعوة مستمرة للتضامن والتكافل للذين يتقرر مستواهما وصفتهما ودرحة التعبير السياسى ةالدستورى عنهما فى ضوء ارادة أبناء الكيانات كلها التى تتشكل فيها الأمة .

كما أن هذه الحركة لا تعنى بالضرورة نظاما اجتماعيا أو فكريا بعينه بل هى دعوة الى احترام مبادئ عامة تقوم على التوحد وعلى التحرر . على الشورى والديموقراطية وحقوق الانسان . وعلى التنمية والعدالة . على الاستقلال السياسى والاقتصادى . وهى مبادئ تحترمها وتسعى لتحقيقها الرسالات السماوية كلها . كما هى العقائد البشريةا لمقبوله على المستوى الانسانى .

واخيرا نضيف الى ما تقدم أن حركة التضامن والتكافل والتوحد بين الكيانات الصغرى ليست فقط مسألة ضرورة لاستكمال الأمم وحتى القارات بشخصيتها بل باتت ضرورة للتنمية وتحقيق الرخاء الحماعى ولكى تصونه أيضا أمن هذه الكيانات السياسى والاجتماعى وتحقيق استقلالها الفعلى .. وها نحن نرى دول القارة الأوروبية التى لا تتكلم لغة واحدة ولا يسود بين سكانها مذهب مسيحى واحد ولا يجمع سكنها أصل واحد ولا يجمع بينها سوى تواجد أقطارها فى قارة واحدة تتوحد اقتصاديا وتسعى حثيثا للتوحد السياسى من أجل رخاء كل سكانها وتحقيق أمنهم السياسى والاجتماعى رغم أن هذه الاقطار الأوروبية قد تحاربت فيما بينها حروبا اشتركت فيها دولا خارج القارة حتى أصبحت حروبا عالمية . وهى حروب لا تقارن البتة بين ما وقع بين الأقطار العربية من نزاعات سياسية أو خلافات حدودية ، وهى نزاعات أشبه ما تكون بالمنازعات التى تقع بين أفراد أسرة واحدة دون أن تؤدى مهما تفاقمت الى انفصام عربى أوالانتماء الأسرى .

ثانيا : سنوات المد القومى

أزعم أن سنوات المد القومى قد بدأت عام 1945 عندما اتفقت سبع دول عربية على توقيع ميثاق جامعة الدول العربية ثم تصاعد هذا المد القومى حتى بلغ ذروته فى عام 1957 الذى بعد عام واحد تجسد فى قيام أآول دولة عربية فى التاريخ الحديث بقيام الجمهورية العربية المتحدة برئاسة جمال عبد الناصر .

قيام النظام العربى وتجسده فى جامعة الدول العربية كان بداية المد . اذ ينفرد النظام العربى عن غيره من النظم الاقليمية الأخرى فى العالم وهو اعتبار معنوى ونفسى له نتائج سياسية هامة . ونعنى بذلك القومية العربية التى تتبلور فى تيار فكرى من ناحية وفى حركة سياسية من ناحية أخرى . وبعبارة أخرى فان النظام العربى ليس نظاما اقليميا وحسب بالمعنى الحرفى الجغرافى ولكنه فى نظام اقليمى قومى .

وتتمثل أهمية اعتبار القومية فى أنه لا يجعل التفاعل بين أجزاء النظام بمثابة علاقات بين دول وحسب ولكنه يعطيها قيمة رمزية خاصة . فالعلاقات بين الأقطار العربية لا ينظر اليها عادة على أنها علاقات دولية بالمعنى المتعارف عليه . ولكن على أنها علاقات ذات طبيعة خاصة ومن ثم فانها لا تخضع للقواعد نفسها التى تخضع لها العلاقات مع الدول الأخرى . وهو الأمر الذى دفع بعض فقهاء العرب الى تأكيد ضرورة بلورة قواعد قانون دولى عربى ( دكتور / عز الدين فودة ) يعكس هذه الوضعية الخاصة للبلاد العربية فى علاقاتها فيما بينها .

نجح اذن التيار القومى فى اقامة نظام بين أقطاره يمتلك امكانيات عسكرية ومالية وسياسية كبيرة بعد أن أصبح عدد أعضاؤه اثنان وعشرون قطرا عربيا . وهو نظام ـ رغم كل ما يشوبه باعتباره فى رأينا يمر بمرحلة انتقالية ـ يتمتع هذا النظام العربى بسمة خاصة بين النظم الاقليمية الأخرى وهى سمة القومية . كما يتمتع بدرجة عالية من التماسك الثقافى واللغوى والاجتماعى . وقد تتوافر بعض هذه السمات فى نظم اقليمية أخرى بدرجات متفاوته ولكنها بالتأكيد لا توجد فى أى نظام بالدرجة نفسها التى تتوافر بها فى النظام العربى بما فى ذلك الاتحاد الأوروبى . بل حينما نعقد المقارنة بين النظام العربى ونظام أمريكا اللآتينية ـ وهى أقرب الى بعضها البعض ـ تبرز على الفور أهمية هذه السمات . اذ على الرغم من توافر درجة من التاريخ المشترك لمعظم شعوب أمريكا اللآتينية الا أن التمايز الشديد فى الأصول السلالية والتباين الواضح فى النواحى الثقافية واللغوية والاجتماعية يجعل النظام العربى بالمقارنة نظاما متميزا ..

على أن هذا النظام واجه أول تحد بعد ثلاث سنوات من قيامه بنشوب الحرب العربية الاسرائيلية عام 1948 . على أن الفشل الذريع فى هذه الحرب أثمر فى تقديرنا من ايجابيات قد لا يراها البعض كذلك . فعلى أثرها تعددت الانقلابات فى سوريا ووقعت اغتيالات لقيادات سياسية فى لبنان كما فى الأردن . على أنى أزعم لأن الوعى بعروبة مصر وادراك حقيقة أوضاعها السياسية المتردية والدور الذى يمكنها أن تلعبه على الصعيد العربى قد تبلور فى ذهن البكباشى جمال عبد الناصر أثناء تواجده فى الحصار فى الفالوجا ساعتها ولد القائد والزعيم الذى لعب أعظم دور فى اعلاء التيار القومى الوحدوى على صعيد الأمة من المحيط الى الخليج فبعد أربع سنوات من نكسة 1948 قامت ثورة 23 يوليو .. الثورة فى مصر .

صحيح تماما أنه كان واضحا منذ بدء ممارسة قادة الثورة للسياسة أن القضية الأساسسة التى فرضت نفسها عليهم هى القضية نفسها التى خلفها دون حل الزعماء السابقون الا وهى قضية اصلاح نظام الحكم من جهة وقضية الاستقلال الوطنى عن انجلترا .

الصحيح أيضا أنه فى السنوات الأولى للثورة لم يحدث تغير يذكر على سياسة مصر العربية ، وبذلك استمرت الخطوط الأساسية للسياسة المصرية مستندة الى المفاهيم نفسها . ومعارضة أى تحالفات أو تجمعات عربية لا تكون مصر طرفا فيها . ومعارضة قيام تحالفات عسكرية بين دول عربية أو مجموعة من الدول العربية وبين دولة غربية . وكان البديل خلال المرحلة الانتقالية ـ كما كان قبل وصول عبد الناصر للحكم ـ رفع شعار وتأييد جهود التجمع والتنظيم العربى الشامل لأنه فى اطار هذا الشعار تستطيع مصر أن تحد من نفوذ أو أطماع تجمعات اقليمية ناشئة فضلا عن أنه البديل الذى يضمن استمرار دور مصر المتميز .

ان البداية الفعلية فى رأيى لادراك قيادة الثورة لعروبة مصر وما يتوجب عليها القيام به لدعم تيار الوحدة العربية بل قيادة هذا التيار هو يوم 28 فبراير 1955 وهو اليوم الذى أغارت فيه اسرائيل على معسكرات الجيش المصرى فى قطاع غزة وقتلت يومها عددا من الجنود والضباط . فحتى هذا التاريخ ، كما أسلفنا القول ـ كانت القضايا الداخلية ـ بما فى ذلك التحرر الوطنى من الاحتلال الانجليزى ـ هى الغالبة على اهتمام الحكم بحيث لم تكن القيادة المصرية قادرة على أن تدخل اسرائيل كعنصر أساسى من عناصر طموحاتها السياسية وكأحد محددات سلوكها الخارجية . ويوجد من القرائن ما يؤكد أن الاتجاه الرسمى بالنسبة للتسليح لم يتم بالحماسة الشديدة أو يقترن باعتبارات الأمن الخارجى بل اقترن بوسائل تتعلق بتأمين المؤسسة العسكرية التى تمثل قاعدة الحكم الجديد وتأكيد هيبتها الاجتماعية والسياسية . لقد كانت الغارة على قطاع غزة الدافع الذى جعل الخطر الاسرائيلى ومن ثم التضامن العربى يقفز الى قمة اهتمامات القيادة المصرية . وقفزت بالنظام المصرى قفزة كبرى الى قمة النظام العربى ونقلت المنظقة بأسرها لتصبح مركزا من مراكز الصراع الدولى الجا! د .

ولا شك أن صفقة السلاح السوفيتى التى عرفت بالصفقة التشيكية والتى أضافت رصيدا ضخما الى الاتفاقات العسكرية المصرية أضافت قوة أيضا الى الامكانات الكلية للنظام العربى . اذ فى ظل الصراع الدولى القائم وقتئذ كان القرار بمثابة اعلان عن تحرر ارادة دولة من دول العالم الثالث فى تقرير أمر من أخطر الأمور بسبب ما يرتبه هذا القرار من اخلال فى توازن الامكانات الاقليمية وبسبب تأثيراته المباشرة على النظامين الدولى والعربى . كذلك فانه ضاعف من طاقة الحركة القومية وأكد قدرنتها على التحرك نحو أهدافها فى التحرر من السيطرة الغربية . وتأكدت خطورة القرار حين تلته قرارات أخرى شكلت فى مجموعها بداية سسياسة تحررية وقومية حازت على تأييد واسع من الجماهير العربية . ولذلك فانه حين تعرضت مصر للعدوان الثلاثى عام 1956 استطاع هذا التأييد القومى الجارف أن يخفف من مضاعفات الخسارة العسكرية بل ويحولها الى انتصار سياسى كانت له اصداء كثيرة فى العالم الثالث وبالذات وتحديدا فى منطقة الوطن العربى .

هل نسينا المظاهرات الشعبية فى البحرين وسائر امارات الخليج العربى ضد الوجود البريطانى حتى أن المعتمد البريطانى فى المنامة اضطر للهرب بعد أن حطم المتظاهرون سيارته . هل نسينا أن هذه المظاهرات قد عمت سائر منطقة الحليج وكانت بداية النهاية للوجود البريطانى فيها . هل نسينا المظاهرات التى عمت لبنان وسوريا والأردن والعراق . هل نسينا أن هذه الثورة الشعبية العربية قد أدت فيما بعد الى استقلال الجزائر والانسحاب الفرنسى من المغرب العربى كله .

هذا التوجه العربى فى السياسة الخارجية المصرية ـ ( تحدى حلف بغداد ـ كسر احتكار السلاح الغربى ـ التفاعل بقوة مع الحركة القومية العربية ـ تبنى سياسة الحياد الايجابى ـ الاعتراف بالصين الشعبية ـ تأميم قناة السويس .. الخ ) ـ تزامن معها على الصعيد الداخلى نجاحات أخرى كتمصير الاقتصاد وتشجيع الاستثمارات الوطنيه فى المجالات الصناعية وقد ضاعفت من آثار هذه النجاحات الزيادة الهائلة فى امكانات الاعلام والتوجيه . اذ واكب هذه المرحلة الانتشار الواسع للراديو الترانزستور وقد أصبح من المتعارف عليه أن أصدق تعبير عما صار يعرف ” بثورة الترانزستور ” هو ما حدث خلال هذه الفترة بالذات من مراحل تطور النظام العربى وبدأت اجتماعات القمة العربية وعقدت اتفاقية الدفاع المشترك اذ تواكب مع ذلك قيام صوت اذاعى واحد يعبر عن كل العرب لا يعلو عليه ولا ينافسه صوت آخر هو صوت العرب من القاهرة .

يفضل ذلك تمركزت السياسة المصرية فى بؤرة السياسة العبربية خلال مرحلة المد القومى العربى وأصبحت قوة الحزب الرئيسية للحركة السياسية فى الوطن العربى وتفاعلت بشكل قوى مع مختلف القيادات السياسية مؤيدة كانت أو معارضة فارتفعت حدة التفاعلات العربية الى درجة قصوى واصطبغ النظام العربى بصفة النمو الثورى حين أصبحت الحدود الجغرافية لاتمثل حدودا لعمليتى صنع وتنفيذ القرارات السياسية وصارت الآراء السياسية المحلية أجزاء مؤثرة فى الرأى العام العربى الواحد .

وفى فبراير 1958 تحققت أول وحدة عربية فى التاريخ الحديث وقامت الجمهورية العربية المتحدة من الاقليمين الشمالى ( سوريا ) والجنوبى ( مصر ) . وقبل مضى خمسة أشهر قامت فى 14 يوليو 1958 الثورة فى العراق لتمثل اضافة للانتصارات الشعبية القومية العربية .

ثالثا : بدء الانحسار

عندما قامت الوحدة بين سوريا ومصر لم يكن فى الأخيرة أحزابا سياسية بل كان هناك التنظيم الشعبى الواحد تحت مسمى الاتحاد الاشتراكى . بينما كان فى سوريا أحزابا على رأسها ومن أهمها حزب البعث العربى الاشتراكى . وكان التوحد فى دولة الوحدة يقتضى التماثل فى التنظيمات السياسية . فصدر قرار بحل حزب البعث فى سوريا . والتاريخ وحده سوف يحكم على مدى صواب هذا القرار . لكن أيا كان حكم التاريخ فان مشاركة حزب البعث فى جريمة فصم الوحدة سيبقى يلاحق هذا الحزب ما بقى قائما .. لقد تساوى فى فصم الوحدة مع موقف قيادات الأحزاب الأخرى التى اتضح لها أن التيار القومى الجماهيرى تجاوزها وأهملها وضاعت عليها فرصة المشاركة فى الحكم فانضمت بالتدريج الى القطاعات المتضررة من الوحدة والعاملة ضدها .

وكما يقول الدكتور عصمت سيف الدولة بحق ..” كان الحماس فى سوريا للوحدة بين الزعامات السياسية يخفى وراءه التطلع الى مراكز الحكم فى الجمهورية العربية المتحدة فطثر الوحدويون .. ولما لم تتسع دولة الوحدة الوليدة لكل الطامعين فى مواقع السلطة ادينت الوحدة وتآمرت طغمة الموظفين السابقين والمستوظفين على الوحدة وحققوا الانفصال ، وكشفت مباحثات الوحدة الثلاثية سنة 1963 أسباب عجيبة للانفصال وللقيود عن سمته كانت كلها تدور على محور التسريحات والتعيينات واحتلال المواقع الحساسة وغير الحساسة فى جهاز الحكم …”

ومن جهة أخرى استطاع الحكم الجديد فى العراق أن يوقف طوفان المد القومى داخل العراق مستعينا بالتيارات الشيوعية وفى ذات الوقت اختار النظام الجديد فى العراق العودة الى سياسة التنافس مع مصر على منطقة القلب العربى ..
وفى ذات الوقت والزمان أدت الأزمة اللبنانية الى تهديد أمن المنطقة بأسرها حين تسببت فى عودة القوات الأجنبية الى لبنان والأردن .

ولم يقتصر الأمر على منطقة القلب العربى بل تعدتها الى المغرب فقد كان النظام التونسى يستعد لمواجهة كبرى مع الثورة المصرية كادت تفسد عليه حملة تصفية بعض العناصر القيادية فى تونس وهى العناصر التى شاركت فى النضال الوطنى من أجل الاستقلال ثم وجدت نفسها محرومة من المشاركة فى الحكم . وقد وجدت هذه العناصر فى المد القومى رصيدا لها يدعم قوتها ويهدد استقرار النظام الحاكم وانتهت المواجهة التونسية ـ المصرية بقطع العلاقات الدبلوماسية احتجاجا على ما اعتبرته تونس هيمنة مصرية على الجامعة العربية .

وهكذا ورغم اعتبار عام 1958 من أهم الأعوام فى مراحل تطور النظام العربى ان لم يكن أهمها على الاطلاق آنه السنة التى تأكدت خلالها بالدليل القاطع المقولات النظرية عن وجود رأى عام عربى يؤمن بالوحدة العربية ويحتم تحقيقها . اذ أنه مهما قيل عن أن الوحدة السورية المصرية تحققت نتيجة ضغوط سياسية أو اعلامية كما قال نورى السعيد فى ذلك الوقت فان الحماسة الشعبية الهائلة التى سادت النظام العربى بأسره نتيجة قيام الوحدة جاءت لتؤكد أن الوحدة هدف شعبى وقومى فى الوطن العربى بأسره ولكن ـ وهذا مهم ـ تأكدت أيضا خلال السنة نفسها الخطورة التى يمثلها الرأى العام العربى للآنظمة الحاكمة .. اذ لاشك أن جميع التفاعلات العربية خلال بقية العام لم تكن سوى ردود فعل لهذه الحماسة الشعبية الجارفة . الأنظمة الحاكمة رأت ومازالت فى المد الوحدوى ما يهدد وجودها . ففى لبنان خشيت النخبة المارونية الحاكمة على نفوذها فأشعلت الحرب الأهلية فى شهر مايو للقضاء على المد القومى المتصاعد . وفى العراق والأردن سارعت الأسرة الهاشمية باقامة اتحاد بين الدولتين وعين نورى السعيد نفسه رئيسا للوزارة الاتحادية . وحين هددت الحماسة الشعبي! ة النظام فى الأردن أمر نورى السعيد القوات المسلحة بالتوجه الى عمان ولكنها عادت من هناك لتحتل بغداد وتسقط الحكم الهاشمى . وفى اليوم التالى لسقوط النظام العراقى تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية عسكريا فى لبنان . وبعد يومين تدخلت القوات البريطانية لحماية النظام الحاكم فى الأردن .

وهكذا يستبين ما تمثله الوحدة من خطورة على أنظمة الحكم ومن ثم فهى ضدها . ويستبين أيضا التحالف بين انظمة الحكم العربية والقوى والدول الأجنبية . وهذه مسألة هامة جدا سوف نعود لها فيما بعد عند الحديث عن الوحدة العربية المستحيلة .. .
ولم ينتهى عام 1958 الا وقد شعرت القيادة المصرية أن هناك اخطارا وسلبيات تجهد الامكانات المصرية . فدولة الوحدة شكلت عبئا سياسيا وطرحت على القيادة المصرية مشكلات بسبب الطبيعة المختلفة للنظام الحزبى السورى وتفاعلاته الحادة . وأدت الأزمة اللبنانية الى تهديد أمن المنطقة بأسرها حيث تسببت فى الحضور العسكرى الأمريكى والوجود البريطانى فى الأردن .

لقد كانت القيادة المصرية خلال هذه الفترة واعية للانهيار المستمر فى مختلف امكاناتها الذاتية والامكانات العربية بوجه عام . ولذلك قامت واستحدثت العمل العربى الجماعى كوسيلة تحذر خلالها من نتائج انهيار الوضع العربى ..

لكن من المؤكد أن الأطراف الأخرى دولية وعربية كانت قد توصلت الى اقتناع بأن القيادة المصرية قد انهكت وان التفاعلات العربية النظامية قد تحررت الى حد كبير من هيمنة الطرف الأكبر . ةالقى على عاتق المملكة العربية السعودية قيادة التيار المحافظ فى النظام العربى وأن تتولى المملكة قيادة الهجوم على الوحدة وعلى القيادة المصرية . ولجأت المملكة السعودية الى استخدام الدين أملا فى أن يحقق ذلك النصر على الايديولوجيات العلمانية التى سيطرت على النظام العربى منذ نشأته .

وبفضل التأييد الأجنبى نشطت المملكة نشاطا كبيرا لحث الدول الاسلامية والعربية على الدخول فى حلف اسلامى .. وكانت هذه الدعوة أول عمل سياسى تقوم به دولة عربية يهدد كيان النظام العربى لآنه يعنى دمح النظام العربى داخل نظام أوسع بايديولوجية تفاعلات متناثرة ومتشعبة مع أطراف خارجية غير عربية .

وقد ساعد على اتخاذ هذه السياسة الهجومية بدء استقرار الأحوال السياسية فى المملكة اذ تم نتيجة تنحية الملك سعود بهدوء واتخذ الملك فيصل على الفور اجراءات اعادة الثقة الى أعضاء الأسرة الحاكمة المالكة فتوحدت وراءه .
ووقع انفصال الوحدة السورية المصرية .

رابعا : هزيمة عام 1967

ليس من شأن هذه الورقة الحديث عن أسباب هزيمة عام 1967 لكن من شأنها أن نشير الى أنه من دون نواحى القوة والتماسك فى النظام العربى وان عوامل الوحدة غلابة ما كان من الممكن أن يجتمع قادة العرب فى مؤتمر الخرطوم وأن تقابل الجماهير السودانية بهذه الحماسة الرئيس عبد الناصر وأن يخرج القادة متفقين رغم موقف سوريا . وما كان ممكنا أن تستعيد الأمة العربية ثقتها وتقبل التعبئة لحرب انتقامية تشن فعلا ويكتسب النظام العربى بفضلها اعترافا دوليا واسعا نتيجة ا لحرب ونتيجة القرارات الخاصة بالبترول كسلاح .

ان الايجابية الاساسية التى ابقت شعلة الأمل قائمة فى وحدة النضال العربى هى المتمثلة فى تأجيل النظام العربى اعترافه العملى بهزيمة 1967 وباللتالى استطاع أن يحقق انجازا حين تمكن بفضل تخلصه من نمط التحالفات غير المرنة وباستخدام امكاناته استخداما جيدا وتطوير علاقاته الخارجية وتنشيط قوى قومية جديدة كمنظمة التحرير الفلسطينية وقيام ثورتى ليبيا والسودان . وبفضل حرب الاستنزاف تمكن بفضل هذه العوامل من الدخول فى حرب رابعة ضد اسرائيل ( 1969 ـ 1970 ) هذه الحرب التى أكدت للقوة المعادية للقومية العربية ضرورة الاسراع فى تنفيذ أهدافها الرئيسية والتى فى مقدمتها ومن أهمها عزل مصر عن تفاعلات النظام العربى .

خامسا : الهزيمة الأكبر .. الصلح مع اسرائيل

لعل قارئ هذه الورقة يتذكر أن القوى الأوروبية عندما حاصرت محمد على وضيقت الخناق عليه ثم استطاعت ضربه وفرضت عليه معاهدة 1840 كان هدفها ابعاد مصر نهائيا عن المشرق العربى وكان الأمر يحتاج بجانب معاهدة 1840 الى ما نسميه اليوم ” اجراءات أمن اضافية ” . وتقدم البارون روتشيلد عميد البيت المالى اليهودى الى اللورد بالمر ستون رئيس وزراء بؤيطانيا فى ذلك الوقت يعرض عليه فكرة تمكين اليهود من الهجرة الى فلسطين واقامة نطاق من المستوطنات فيها يكون بمثابة حائط يحجز أو على الأقل يبطل أى حركة من مصر الى المشرق أو أى حركة من ا لشرق الى مصر وتكفى سطزر من خطاب بعث به روتشيلد الى بالمرستون فى شهر مارس 1841 وفيه يقول :
… ” ان هزيمة محمد على وحصر نفوذه فى مصر ليست كافية لأن هناك قوة جذي متبادلة بين العرب وهم يدركون أن عودة مجدهم القديم مرهون بامكانات اتصالهم واتحادهم . أننا لو نظرنا الى خريطة هذه البقعة من الأرض سوف نجد أن فلسطين هى الجسر الذى يوصل بين مصر وبقية العرب فى آسيا . وكانت فلسطين دائما هى بوابة من الشرق . والحل الوحيد هو زرع قوة مختلفة على هذا الجسر يمنع الخطر العربى ويحول دونه . والهجرة اليهودية الى فلسطين تستطيع أن تقوم بهذا الدور . وليست تلك خدمة لليهود يعودون بها الى أرض الميعاد مصداقا للعهد القديم فقط ولكنها أيضا خدمة للآمبراطورية البريطانية ومخططاتها ، فليس مما يخدم الامبراطورية أن تتكرر تجربة محمد على سواء بقيام دولة قوية فى مصر أو بقيام اتصال بين مصر والعرب الآخرين …” وقامت دولة اسرائيل بعد وعد بلفور سنة 1917 , وفى عام 1948 ولكن عبد الناصر أدرك ذلك .ومن الفالوجا أدرك أن الدفاع عن فلسطين هو دفاع عن مصر . وأدرك أن فلسطين هى بوابة مصر للوحدة العربية مع المشرق العربى ..
الهدف اذن :

1ـ الحيلولة دون قيام دولة قوية فى مصر وهو مانشهده الآن ..
2ـ عزل مصر عن أمتها العربية .. وهو ما تحقق أيضا الآن ..
فالعلاقات بين مصر والأقطار العربية مجرد علاقات دبلوماسية وعلاقات ( استلطاف ) بين الرؤساء .. ومصر مع الدول العربية بقدر ما يستثمر أغنياء العرب فى مصر .. وبقدر أقل سماحهم باستجلاب العمالة المصرية الرخيصة ..
ونعمت مقولة أن الصراع ليس بين اسرائيل والعرب ولكن نزاع بين الفلسطينيين واسرائيل ..

ورغم كل التضامن الرسمى والشعبى بين أبناء الأمة العربية فى حرب 1973 الذى أعاد الى مخيلة كل عربى يحلم بالوحدة العربية واعاد الشعور بالقومية العربية الا أن رئيس مصر محمد أنور السادات قرر فجأة وبلا مقدمات أن يذهب الى اسرائيل عام 1977 وأن يوقع معها بعد عامين معاهدة سلام .. زتحقق ما طلبه روتشيلد من بالمرستون الذى سطره فى خطابه عام 1841 … أصبحت أمنيات روتشيلد حقائق على الأرض . وعندما سقطت القاهرة سقطت باقى العواصم العربية تباعا .. ويبقى السؤال فى مجال هذه الورقة :

هل القومية العربية كانت حلما هائجا وتبدد مع طلوع الشمس ؟
هل الوحدة العربية كانت شطحة فكرية راودت سكارى وليس لها ألأصل وليس لها وجود وليس لها مستقبل ؟..
الاجابة طبعا بالنفى .. والنفى القاطع ..

وياليت قارئ هذه الورقة يقرأ ما كتبه الدكتور عصمت سيف الدولة عن السلام المستحيل . وياليته يكون قد قرأ أيضا خطابه الى رئيس مجلس الشعب عقب توقيع المعاهدة ..

سادسا : الدروس المستفادة مما جرى

قراءة التاريخ لا يمكن أن تكون هدفا فى ذاته . ولا يصح أن تكون للتسلية . ولا ينفع أن انحصرت فى التعرف على الماضى انما يكون منها كل النفع وتصبح علما له أصول اذا استهدفت استخلاص العبر من حقائق ووقائع ما جرى .

وأى قراءة منصفة للتاريخ العربى انما تشهد وتؤكد أن العرب أمة واحدة . ليس بالعرق ولا بالدم . بل انتماءهم الى حضارة واحدة . والى منطقة جغرافية واحدة . مع اتحادهم فى اللغة والعادات والتقاليد . وأن الظروف السياسية العالمية مهما تغيرت فانه كان دوما فى اتحادهم قوة لهم وأن التجزئة أدت الى تخلفهم اقتصاديا وتراجع مكانتهم الدولية .

أيضا أن الغرب وأوروبا وتحديدا بريطانيا وفرنسا سعيتا الى بقاء هذه الأمة ممزقة ، وأنها فرضت حدودا لأقطارها لا تتفق حتى مع طبيعة الأرض . فجاءت الحدود كأشكال هندسية مجرد خطوط بالطول والعرض ..

وأيضا أنه حتى فى ظروف وجود قطبين رئيسيين أمريكا والاتحاد السوفيتى ( سابقا ) فانهما كانا ضد أى وحدة عربية .

وأيضا أن حكام الأقطار العربية هم حلفاء لهذا الغرب .. ويتحدان فى هدف منع اقامة هذه الوحدة . كل منهم لأسبابه ..
وأيضا اسرائيل وجدت فى هذه المنطقة أو بالاحرى اقيمت وغرست يها غرسا بهدف منع هذه الوحدة .

وقبل ثلاثين عاما كتب المرحوم الاستاذ أحمد بهاء الدين مقالا فى مجلة العربى ( عدد أغسطس 1976 ) تحت عنوان ” نحن نعيش الحرب الصليبية المباشرة ” .. استعرض فيه بشكل شامل للحروب الصليبية كمواجهة بين حضارات استمرت قرونا وتركت أآثارا عميقة لدى الجانبين . وأن العبرة التى يمكن استخلاصها أن أوروبا قوية كانت تحب دائما أن ترى عالما عربيا ضعيفا لأن عالما عربيا موحدا كان يعنى اضعاف أوروبا .. ومهما كانت الظروف السياسية والاقتصادية قد تغيرت من أيام الحروب الصليبية حتى الآن فها نحن نواجه حاليا أزمة الرسوم الهزلية التى نشرت بصحيفة دانمركية فيها اساءة لمحمد عليه السلام .
وها نحن أيضا نرى الولايات المتحدة تحتل العراق وتعمل مع أوروبا المتحدة ضد ايران لصالح اسرائيل ..

العالم الغربى اذن ـ وربما معه روسيا ـ هم ضد الوحدة العربية .. قد يهمهم بترولنا ولكن تزعجهم وحدتنا على وجه اليقين ..
هذه عبرة التاريخ وعبر الحضار على السواء . وهذه الحقيقة تقال لا لبث اليأس من قضية الوحدة العربية ولكن لكى تنبه كل عربى الى أننا حين نفكر فى الوحدة بأى شكل وعلى أى مستوى فيجب أن يدرك كل منا أننا نفكر فى مشروع من أخطر مشروعات التاريخ كله . وعلى هذا المستوى يجب أن يكون التفكير فيه والعمل من أجله ..

عن admin

شاهد أيضاً

وَّقف تأقولَّك …إستحي!؟

د.شكري الهزَّيل ترددت بعض الوقت  في الرد على ما لا يستحق الرد لكني اخذت بلباب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *